تولي مؤسسة الرعاية الصحية الأولية اهتمامًا بالغًا بالصحة الوقائية باعتبارها ركيزة أساسية لتعزيز جودة الحياة والحد من الأمراض المزمنة، حيث تسعى إلى تطبيق برامج مبتكرة واستراتيجيات فعالة تعزز من الكشف المبكر والوقاية الصحية.

وفي هذا السياق، أشاد الدكتور حمد المضاحكة، مدير إدارة الصحة الوقائية بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، بالخدمات البارزة التي حققتها الإدارة خلال عام 2024، والتي تعكس التزامها الراسخ بتعزيز الصحة العامة ورفاهية المجتمع. وأضاف أن الإدارة، من خلال أقسامها المختلفة، واصلت تطوير البرامج الوقائية وتعزيز الكشف المبكر، مما أدى إلى تحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة وضمان وصولها إلى أكبر شريحة من أفراد المجتمع.

صحة الفم والأسنان

وحقق قسم صحة الفم والأسنان الوقائية والتعزيزية خدمات متميزة، من بينها توسيع نطاق برنامج "أسناني المدرسي" ليشمل عشرات الآلاف من الطلاب، وإطلاق برنامج "سفراء صحة الفم والأسنان" لتمكين الكوادر التعليمية وتعزيز الوعي الصحي بين الطلاب. كما تم تنظيم فعاليات مجتمعية واسعة النطاق بالتعاون مع جهات وطنية مختلفة، شملت برامج توعوية مؤثرة خلال اليوم الرياضي للدولة واليوم الوطني وموسم الحج واليوم العالمي للسكري، مما عزز الترابط بين صحة الفم والصحة العامة. وعلى المستوى البحثي، ساهم القسم في نشر دراسات علمية مرموقة، مما يعكس التزامه بالبحث العلمي كأساس لتحسين صحة الفم. كما يعمل القسم على إدخال الفحص الفموي السنوي الإلزامي للطلاب وتحويل نظام موافقات أولياء الأمور إلى نظام إلكتروني، ما يسهم في تسهيل الإجراءات وتحسين كفاءة الخدمات.

الكشف المبكر عن السرطان

وأضاف الدكتور المضاحكة: "شهدت برامج الفحص الوطني لسرطان الثدي والأمعاء عامًا حافلًا بالنجاحات، حيث تم إطلاق حملات توعوية ناجحة، مثل حملة سرطان الأمعاء في مارس وحملة سرطان الثدي في أكتوبر، التي لاقت تفاعلًا واسعًا من المجتمع وأسهمت في زيادة معدلات الفحص المبكر. كما تم تحسين تجربة المرضى من خلال أدوات تواصل حديثة، مثل مقاطع الفيديو التثقيفية والكتيبات المحدثة، إلى جانب إطلاق التسجيل الإلكتروني، الذي سهّل وصول آلاف الأشخاص إلى الفحوصات. ومن أبرز التطورات، إدخال الذكاء الاصطناعي (AI) لدعم أطباء الأشعة في تفسير الصور الطبية، مما يعزز دقة التشخيص وجودة الفحص. كما تم تنفيذ برامج تدريبية متخصصة لتعزيز كفاءة الكوادر الصحية وتطبيق أحدث الممارسات الطبية."

حماية الصحة ومكافحة العدوى

وقال إنَّ فريق الوقاية من العدوى ومكافحتها (IPAC) قد حقق تقدمًا ملحوظًا في عام 2024. من خلال التركيز على الحلول المبتكرة والممارسات القائمة على الأدلة، نجح الفريق في دمج مكافحة العدوى في العمليات اليومية بجميع المراكز الصحية لضمان سلامة المرضى والموظفين والزوار.

وأوصى الفريق بتعزيز تدابير الحماية الصحية عبر مبادرات متقدمة لنظافة اليدين، والاستفادة من الأدوات الرقمية لمراقبة مكافحة العدوى، وتعزيز إدارة مقاومة الميكروبات، مما أدى إلى وضع معايير جديدة للتميز في مجال الرعاية الصحية. هذه الجهود تعكس التزام المؤسسة بالحفاظ على أعلى معايير الحماية الصحية، وتعزيز مستقبل أكثر أمانًا وصحة للجميع.

برامج المعافاة

أشاد الدكتور حمد المضاحكة، مدير إدارة الصحة الوقائية، بالخدمات البارزة التي حققتها برامج المعافاة خلال عام 2024، والتي ساهمت في تعزيز الصحة الوقائية وتمكين الأفراد من تبني أنماط حياة صحية. استهدف البرنامج تحسين جودة الحياة من خلال توسيع الخدمات السريرية والمجتمعية حيث شهد البرنامج توسعاً في عيادات الإقلاع عن التدخين وصل إلى 17 مركزًا صحيًا، كما تم إطلاق تطبيق "TASMU" للإقلاع عن التدخين، إضافة إلى عيادات نمط الحياة الصحية وجلسات اللياقة البدنية الجماعية. وقد تم اعتماد برنامج رعاية صحة المرأة بعد الولادة لدعم الأمهات الجدد. وفي الجانب المجتمعي، تم توسيع نطاق برنامج مدارس المعافاة ليشمل 40 مدرسة، مع إطلاق ركن نمط الحياة الصحي في الجامعات، وتعزيز برامج صحة المرأة وكبار السن.

نحو مستقبل صحي مستدام

وأكد الدكتور حمد المضاحكة أن هذه الخدمات تعكس التزام مؤسسة الرعاية الصحية الأولية بتطوير برامج صحية متكاملة تعزز جودة الحياة وتحقق تأثيرًا مستدامًا على صحة المجتمع. وأضاف أن الإدارة مستمرة في الابتكار والتعاون والتميز في تقديم رعاية صحية متكاملة لجميع فئات المجتمع، من خلال تعزيز الشراكات، وتطوير البرامج الوقائية، والاستثمار في التكنولوجيا والبحث العلمي. وأوضح أن هذه الجهود تعزز الدور الريادي للمؤسسة في تحسين الصحة العامة، وبناء مجتمع صحي مزدهر قائم على أسس مستدامة.