أطلقت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية مشروع "الفن من أجل صحة نفسية أفضل"، وذلك في إطار جهودها لتعزيز الصحة النفسية والرفاهية في المجتمع القطري. يأتي هذا المشروع تماشيًا مع الاستراتيجية الوطنية للصحة واستراتيجية قطر للصحة النفسية وخطة المؤسسة الاستراتيجية، التي تُعَد الصحة النفسية أحد محاورها الرئيسية لتطوير خدماتها بما يتماشى مع الأهداف الوطنية لتحسين جودة الحياة.
وتحقيقًا لذلك قامت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية بإنشاء عيادات الصحة النفسية في المؤسسة عام 2021، والتي تعمل على ثلاث ركائز أساسية هي الدعم النفسي، والطب النفسي المتكامل، وخدمات الذاكرة والزهايمر.
وفي هذا السياق تم تخطيط وتنفيذ مشروع "الفن من أجل صحة نفسية أفضل" كمشروع مشترك بين إدارة الاتصال المؤسسي وإدارة التشغيل بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، ويعتمد المشروع على الفن كأداة فعّالة للتعبير عن المشاعر وتخفيف الضغوط اليومية.
تحسين الصحة النفسية من خلال الفن: مبادرة مبتكرة
يهدف هذا المشروع إلى تعزيز الصحة النفسية عبر توظيف الفن كوسيلة فعّالة للتعبير عن المشاعر والتخفيف من الضغوط اليومية. إذ يُعد الفن أداة علاجية تساهم في تقليل مستويات التوتر والقلق وتعزز الوقاية من الأمراض المزمنة. ومن الأهداف الأساسية للمشروع رفع مستوى الوعي بأهمية الفنون في تحسين الصحة النفسية، إلى جانب تطبيق أساليب إبداعية مثل الرسم والتلوين وكتابة اليوميات، التي أثبتت فعاليتها في التأثير الإيجابي على الحالة النفسية.
كجزء من المرحلة التجريبية، يتم تنفيذ المشروع حاليًا في مركز جامعة قطر الصحي حيث يتم تطبيقه على مجموعة من المراجعين والعاملين في المركز. وقد أظهرت الجلسات الأولى التي نفذت في المركز نتائج إيجابية من حيث تقليل مستويات التوتر والقلق لدى المشاركين. بناءً على هذه النتائج، سيتم التوسع في المشروع مستقبلًا ليتضمن جلسات إضافية ومراكز أخرى، وفقًا لتقييم المشاركين وتأثير البرنامج عليهم.
في مراحله الأولية، يستهدف المشروع مراجعي المؤسسة وموظفيها، إضافةً إلى الجمهور العام في قطر، بالتعاون مع عدة شركاء داخل المؤسسة، بما في ذلك المراكز الصحية. وتُعد هذه المبادرة منصة تفاعلية تربط بين الفن والصحة النفسية، مما يعزز الروابط الاجتماعية ويحفّز الإبداع في المجال العلاجي.
تسعى المؤسسة في المراحل القادمة إلى توسيع نطاق المشروع ليشمل فعاليات ومراكز أخرى إضافية في مختلف مناطق قطر، بهدف ترسيخ دور الفنون كأداة أساسية في تعزيز الصحة النفسية والرفاهية المجتمعية. وتشكل هذه المبادرة خطوة واعدة نحو مستقبل أكثر صحة وإبداعًا، تسهم في تحسين جودة الحياة للأفراد والمجتمع ككل.