اختتمت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية، يوم الخميس الماضي، فعاليات ورشة العمل المخصصة لخطط استمرارية الأعمال في حالات الطوارئ والكوارث، والتي انعقدت على مدى يومي ٢٧ و٢٨ نوفمبر بفندق لاسيغال بالدوحة، بحضور الإدارة العليا، ومدراء الإدارات، ورؤساء الأقسام والعديد من موظفي مؤسسة الرعاية الصحية الأولية. شهدت الورشة مشاركة واسعة وتفاعلاً مميزاً، وقد تركزت النقاشات حول تعزيز الجاهزية والاستعداد لضمان استمرارية تقديم الخدمات بكفاءة في أوقات الأزمات.
من جانبها ألقت الدكتورة مريم العبدالملك، المدير العام لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، كلمة افتتاحية أكدت فيها على أهمية الورشة باعتبارها فرصة لتعزيز روح الالتزام والمسؤولية في مواجهة تحديات الطوارئ. وقالت:
"تُعتبر ورشة العمل هذه أكثر من مجرد حدث مُدرج في جدول الأعمال، فهي تذكير قوي بمهمتنا المشتركة في تقديم رعاية موثوق بها ومستدامة، بغض النظر عن التحديات التي قد تواجهنا في نهاية المطاف، وتركز الرعاية الصحية على الاستمرارية، ليس فقط في توفير العلاج، بل أيضًا في تعزيز الثقة لان مجتمعاتنا تعتمد علينا، ومن الواجب أن نكون مستعدين دائمًا للتكيف والاستجابة، والأهم من ذلك، الحفاظ على الاستقرار في مواجهة أي أزمة"
من جانبها أوضحت الدكتورة حمدة القعاطري مديرة الاستعداد لحالات الطوارئ والكوارث بالمؤسسة، والمسؤولة عن فريق تنظيم الورشة، أن الورشة تعد خطوة انتقالية نحو تطوير إطار متكامل يضمن استمرارية الخدمات خلال الأزمات. وأضافت:
"إن ورشة العمل التي استمرت بنجاح وتفاعل متميز من المشاركين على مدى يومين ليست مجرد جلسة تدريبية، ولكنها خطوة نحو التزامنا بإنشاء إطار يضمن استمرارية تقديم الرعاية الصحية وتوضيح الأدوار والمسؤوليات دون انقطاع أثناء الأزمات"
وخلال يومي انعقادها، ناقشت الورشة الحاجة الماسة إلى استراتيجيات فعالة للاستجابة لحوادث الطوارئ، خصوصًا أن هذه الحوادث، سواء كانت ناتجة عن كوارث طبيعية، أو أوبئة، تمثل تحديًا كبيرًا لأنظمة الرعاية الصحية حيث أكدت النقاشات على ضرورة التدريب المنتظم وتمارين المحاكاة والتدريب المستمر لتامين مقدرات وجاهزية المرافق الصحية والموظفين، مشيرين إلى أهمية بناء قدرات الكوادر الصحية في توفير الخدمات والرعاية وكذلك تامين الخدمات المساعدة بأشكالها مثل تكنولوجيا المعلومات وإدارة الموارد أثناء هذه الحوادث.
"النتائج المتوقعة"
وخرجت الورشة بعدة نتائج متوقعة لتعزيز قدرة المؤسسة على مواجهة الطوارئ، ومن أبرزها:
تحسين بروتوكولات التعاون ونظم الاتصالات بين الإدارات المختلفة.
تعزيز الثقة والمهارات العملية للعاملين في الرعاية الصحية وبين أعضاء المجتمع.
تحديد الاحتياجات اللوجستية والموارد اللازمة لضمان استمرارية الأعمال.
تقوية العلاقات بين الإدارات وتعزيز فهم الأدوار والمسؤوليات أثناء الأزمات.
"توصيات للمستقبل"
اختتمت الورشة بتوصيات للمشاركين بضرورة مواصلة العمل على تحسين الخطط والبروتوكولات، وتعزيز التعاون بين الإدارات، وزيادة عدد التدريبات المستقبلية لضمان الجاهزية المثلى. وأكدت الإدارة العليا للمؤسسة أن مثل هذه الفعاليات تعد جزءاً من رؤية المؤسسة المستمدة من استراتيجية الصحة الوطنية لتعزيز استدامة الخدمات الصحية وقدرتها على مواجهة أي طارئ.
وانتهت اعمال الورشة بآمال كبيرة نحو تحسين استجابة المؤسسة للطوارئ، مع التأكيد على التزام الجميع بمواصلة الجهود لتحقيق أعلى مستويات الجاهزية والاستدامة في تقديم خدمات الرعاية الصحية، وضمان استمرارية الأعمال في مختلف الظروف.