في سياق مشهد عالمي للرعاية الصحية يزداد تعقيدًا، يأخذ مفهوم سلامة المرضى دورًا محوريًا حيث ينطوي على تمكين المرضى والترحيب بهم كشركاء فاعلين ضمن فريق الرعاية الصحية. لا يحمي هذا النهج التعاوني الرعاية المقدمة للمرضى فحسب، بل يعزز أيضًا سلامة نظام الرعاية الصحي بأكمله.
وفي هذا الصدد تقول الدكتورة امل عبدالله العلي، المدير التنفيذي لإدارة الجودة وسلامة المرضى في مؤسسة الرعاية الصحية الأولية، إنه ومنذ العام 2018، حددت المؤسسة مشاركة المريض كأولوية استراتيجية، حيث عملت المؤسسة بجدية من أجل تعزيز علاقتها بالمرضى وأسرهم.
هذه الشراكة ساهمت بشكل حاسم في تحقيق نتائج صحية أفضل من خلال السياسات وأُطر العمل المحددة جيدًا والالتزام الثابت للقيادات والإدارة داخل المؤسسة، حيث لا يتم دمج المرضى والأسر في عملية تقديم الرعاية فقط، بل يتعدى دورهم الى المشاركة أيضًا في تخطيط الخدمة وتصميمها وتقديم الرعاية بطريقة تلبي احتياجات المرضى والمجتمع.
وتضيف الدكتورة امل العلي بأن منظمة الصحة العالمية اعترفت بمشاركة المرضى كعامل محوري لسلامة المرضى حيث أطلقت شعار "إشراك المرضى من أجل سلامتهم" للحملة العالمية لسلامة المرضى المقرر الاحتفال بها في 17 سبتمبر للعام 2023.
وبمناسبة هذه الحملة، نظمت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية العديد من الأنشطة في جميع مراكزها الصحية على الصعيد الوطني، جنبا الى جنب مع الجهود المبذولة على حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الرسمية لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية.
حيث كان الهدف الأساسي للحملة رفع مستوى الوعي بشأن سلامة المرضى، مع التركيز بشكل خاص على الدور المحوري لمشاركة المريض في تأمين سلامة توفير الرعاية الصحية. حيث إن إشراك المريض في العملية العلاجية يزيد القدرة الذاتية على إدارة مرضه عن طريق تمكينهم بالمعلومات والمعرفة الصحية الأساسيين.
ومن المبادرات التي قامت بها مؤسسة الرعاية الصحية الأولية في مجال تعزيز سلامة المراجعين على سبيل المثال لا للحصر:
• اشراك المراجعين في تصميم التطبيق الالكتروني ضمن مشروع تسمو، حيث ساهم عدد من المراجعين مستخدمي الخدمات في تطوير وتصميم برنامجين أحدهم خاص بالإقلاع عن التدخين والأخر خاص في التدقيق على الاعراض الطبية وإعطاء التوجيه الصحيح لاستكمال العلاج.
• اشراك المراجعين في تحسين خدمات الكشف المبكر عن السرطان وتطوير برنامجي الكشف المبكر عن سرطان الأمعاء، والكشف المبكر عن سرطان الثدي.
• مشاركة المراجعين في مراجعة وتطوير سياسات الإجراءات الطبية على الصعيد الوطني حيث قام المراجعين جنبا الى جنب مع الممارسين الصحين في تطوير العديد من السياسات والإجراءات خلال العام الحالي.
• مشاركة المراجعين في إعطاء الاقتراحات والتغذية الراجعة لخدمات الاستشارات الافتراضية حيث ساهمت ملاحظاتهم في تحسن آلية التعرف الصحيح على المراجعين نظراً لأهميته في مأمونية العلاج وبالتالي ضمان وصول العلاج للشخص المعني.
• مشاركة المراجعين في وضع الخطة الاستراتيجية الخماسية 2024-2029 والتي تضمنت بنوداً وإجراءات للحفاظ على سلامة المراجعين والتركيز على التفضيلات والاحتياجات العلاجية للمراجعين.
• وتمكين المراجع نفسه من الإبلاغ عن الاحداث التي قد يتعرض أو تعرض لها خلال رحلته العلاجية.
• إرساء ثقافة الوعي وإرساء مفهوم السلامة والوقاية ضمن برامج إدارة سلامة المرضى والمخاطر التي تؤسس السلامة والوقاية كمفاهيم أساسية حيث تم تثقيف العدد من المراجعين عن السلامة الدوائية خلال العام المنصرم وإجراءات السلامة في مراكزنا الصحية، بالإضافة إلى وضع إجراءات لتمكين المرضى من الإبلاغ عن أحداث السلامة التي يواجهونها أثناء رحلة العلاج.
• مشاركة المراجعين في التخطيط لفعالية حملة سلامة المرضى للعام الحالي وإعطاء ورش تدريبية عن مشاركة المرضى لأجل سلامة المرضى.
تؤكد حملة سلامة المرضى في مؤسسة الرعاية الصحية الأولية لهذا العام على أهمية سلامة المرضى، مما يبرز أهمية الوعي والتثقيف فيما يتعلق بمشاركة المرضى في صنع القرار بشأن خطط العلاج. علاوة على ذلك، فإنه يسلط الضوء على الدور المحوري الذي يلعبه المرضى والأسر ومقدمو الرعاية في ضمان السلامة في مجال الرعاية الصحية. خلال أسبوع الحملة، تؤكد مؤسسة الرعاية الصحية الأولية التزامها الراسخ بإشراك المرضى في صنع القرار، سواء على مستوى الرعاية أو الخدمات.