يعتبر موسم الحج، الذي يبدأ في الثامن من ذي الحجة في كل عام، إحدى أكبر التجمعات البشرية في العالم، حيث يسافر ما يقارب 4 مليون مسلم من جميع دول العالم إلى مدينة مكة المكرمة. ونظراً للعديد من العوامل التي تحصب تأدية فريضة الحج من سفر وترجل إلى عدة أمكان والتواجد في أماكن مزدحمة والتعرض للطقس الحار، فالممكن أن يتعرض الحجاج إلى إجهاد بدني شديد. لذلك وجب على الحجاج التحضير طبياً لهذا الموسم من خلال تلقي التطعيمات المهمة، خصوصاً كبار السن وجميع المصابين بأمراض مزمنة.
ونظراً لتزايد فرص انتشار الأمراض المعدية خلال فترة الحج، تقدم الرعاية الصحية الأولية عدداً من النصائح للحجاج لتوعيتهم ببعض المخاطر الصحية التي يمكن أن يتعرضوا لها وكيفية تجنبها.
وفي هذا الصدد تقول الدكتورة مي السماك، طبيبة الأسرة في مركز خليفة الصحي التابع لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، الاستعداد البدني والصحي قبل الحج مهم جداً للحفاظ على سلامة الحجاج، لذلك على أولئك الذين سيأدون فريضة الحج أن يحاولا اتباع نمط حياة صحي، وممارسة التمارين الرياضية المناسبة لهم وتناول الغذاء المتوازن لتقوية جسمهم وزيادة قدرتهم على التحمل أثناء الحج.
ويجب على كل حاج الالتزام بالتعليمات والتوجيهات الخاصة بالحج الصادرة من الجهات المختصة واتباعها بدقة، والتأكد من معرفة إجراءات الحج والأماكن المحددة للتواجد والنسك وتأدية الشعائر المختلفة. كما يجب على الحاج احترام الحجاج الآخرين والتعاون معهم؛ فالحج يجمع الناس من مختلف البلدان والثقافات والتفاهم والتعاون مع الآخرين يساهم بتسهيل وتسريع إجراءات الحج وتجنب الصراعات والاحتكاكات والتدافع.
وفيما يلي الإرشادات الصحية التي توصي الدكتورة مي السماك حجاج بيت الله الحرام باتباعها:
• التطعيمات: على جميع الحجاج التأكد من تلقي جميع التطعيمات الأساسية المطلوبة من الجهات المختصة قبل السفر إلى مكة المكرمة. كما يجب حيازة جميع الوثائق اللازمة التي تؤكد حصول الحاج على التطعيمات اللازمة مثل تطعيم التهاب السحايا وتطعيم كوفيد-19، والتي تعتبر من أهم التطعيمات المطلوب تلقيها من الحجاج.
كما يجب على الحجاج التعرف إلى التطعيمات التي من المستحب تلقيها مثل: تطعيم الأنفلونزا الموسمي، وتطعيم الالتهاب الرئوي والتطعيم ضد الكزاز، وذلك على سبيل المثال لا الحصر.
• النظافة الشخصية: ومن نافلة القول التأكيد على الحرص على النظافة الشخصية الجيدة وغسل اليدين بانتظام باستخدام الماء والصابون أو المعقم الكحولي. كما يجب تجنب لمس الوجه باليدين وتجنب الاحتكاك بالعينين والأنف والفم قدر الإمكان وذلك لتجنب التقاط العدوى. كما يوصى بلبس الكمامة خاصة في الأماكن المكتظة، فذلك من شأنه أن يقلل من انتشار أمراض الجهاز التنفسي، وأيضا التخلص من النفايات بشكل صحيح وفي المكان المناسب وتجنب البصق على الأرض، فذلك يزيد من انتشار الأمراض بين الحجاج.
• الأجواء الحارة والتعرض لأشعة الشمس: لتجنب مخاطر التعرض للطقس الحارة المعروفة به مدينة مكة المكرمة ولأشعة الشمس الشديدة، يجب على الحجاج ارتداء ملابس مناسبة وخفيفة تسمح بالتهوية وغطاء الرأس مثل القبعة للحماية من أشعة الشمس المباشرة بالإضافة إلى تجنب التعرض لهذه الأخيرة خلال ساعات الذروة والتأكد من شرب كميات كافية من الماء لتجنب الجفاف. كما يجب على الحجاج التعرف على أعراض الإعياء الحراري أو ضربة الشمس والتي تشمل الشعور بالصداع والإعياء الجسدي وأوجاع بالبطن وتقلصات بالعضلات، يصحبهم ارتقاع درجة الحرارة. عند شعور الحج بهذه الأعراض عليه اللجوء إلى الخدمة الطبية للمساعدة على الفور.
• تنظيم فترات الراحة: لا ينصح بتاتاً بأن يقوم الحجاج بتأدية الأنشطة المرهقة بشكل متواصل. وبناءً على ذلك، ينصح الحجاج بتنظيم جدول يتضمن فترات راحة منتظمة خلال أداء مناسك الحج واستغل هذه الفترات للاستراحة واستعادة القوة والطاقة.
• الوقاية من الأمراض المعدية: من المهم أن يتجنب الحجاج ملامسة المرضى والحرص على تناول الطعام النظيف والماء المعبأ وتجنب تناول الطعام من المصادر غير المعروفة أو الشوارع. يجب أيضاً على الحاج تجنب أكل الطعام غير المطهو جيداً والحليب غير المبستر.
وتشمل أعراض الأمراض المعدية التي يمكن للحاج أن يشعر بها خلال فترة الحج: الإسهال، التقيؤ، الحمى والسعال. وفي حال ظهور أي من هذه الأعراض، فيجب على الحاج مراجعة الخدمات الطبية.
• كبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة: من المهم أن يستشير كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة طبيب الأسرة الخاص بهم للتأكد من حالتهم الصحية وأدويتهم وقدرتهم على تحمل الظروف البدنية للحج. حيث تنصح الدكتورة السماك الحجاج من كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة بزيادة قدرتهم على التحمل من خلال ممارسة التمارين البدنية المناسبة تقوية العضلات لتعزيز قوة الجسم ومرونته قبل الحج مثل ممارسة المشي وتمارين الاستطالة وغيرها. كما ينصح أصحاب الأمراض المزمنة باتباع جدول منتظم خاص بتناول الأدوية، والتأكد من امتلاكهم للكمية الكافية من الأدوية التي يحتاجونها خلال فترة الحج.
• النساء الحوامل: ينصح السيدات الحوامل باستشارة الطبيب قبل اتخاذ القرار بأداء فريضة الحج، وذلك ليقيم الطبيبة مدى قدرة السيدة الحامل على تحمل الظروف البدنية الشاقة التي يتطلب أداء هذه الفريضة. كما ينصح السيدات الحوامل بالقيام بالتخطيط المسبق لرحلة الحج وتنظيم الإقامة والنقل والراحة في الأماكن المقدسة، بالإضافة إلى التعرف على المرافق الخاصة بالحوامل في مكة المكرمة. وغني عن القول، حفاظ الحامل على قدر من الراحة خلال الحج، واستماعها لجسدها وعدم إجهاد نفسها خلال هذه الفترة. ومن المهم محافظة الحوامل على تناول الطعام الصحي والمتوازن خلال الحج. فالحصول على التغذية الكافية والماء والفيتامينات والمعادن اللازمة أمر ضروري للمحافظة على صحة الحامل وجنينها.
• الأطفال: يجب الحرص على ارتداء الأطفال لملابس مناسبة ومريحة، والتأكد من وجودهم مع مرافق في جميع الأوقات بالإضافة إلى حملهم لبطاقة تعرف به وتحتوي على معلومات التواصل الخاصة بمرافقيه. كما يجب تعريف الطفل بأهمية السلوك الجيد واحترام قدسية المكان والالتزام بأخلاقيات الحج واحترام المساحات الشخصية للآخرين. ويجب حث الأطفال على الحفاظ على نظافتهم الشخصية وغسل أيدهم بانتظام.
• الحلاقة: يجب على الحجاج الذهاب إلى الحلاقين المرخصين فقط والتأكد من غسل الحلاق ليديه جيداً قبل الحلاقة والتأكد من استخدامه لأدوات حلاقة معقمة أو ذات الاستخدام الواحد.