يأتي الاحتفال بـ «يوم الأُسرة في قطر»، الذي يوافق الخامس عشر من شهر أبريل من كل عام، كتأكيد على أهمية الأُسرة ودورها المحوري الفاعل في مسيرة التنمية والبناء، وعلى تماسُك الأسرة والمسؤولية المُشتركة التي يضطلع بها جميعُ أفرادها تجاه أنفسهم وتجاه المُجتمع. فالأسرةُ تُشكل عماد المُجتمع ونواته الصلبة، وأحد دروع التنمية والازدهار الأوَّل في الدولة، وبقدر ضمان الاستقرار والتماسك الأُسري، يكتسب المجتمع المناعة اللازمة لمواجهة التحديات، لا سيما تلك التي تستهدف منظومته القيمية وتماسكه ووَحدة صفِّه.
ولأن في الأُسرة مُستقبل الأوطان، فمن الواجب علينا الاهتمام بكل نواحيها ونسلط الضوء هنا على أحد هذه الجوانب ألا وهو الجانب الصحي حتى نضمن وجود مُجتمع صحي ومُتماسك قادر على العطاء والإبداع والإنجاز والتطور.
وفي هذه المُناسبة، قالَ د. حمزة يوسف- استشاري طب الأُسرة في مركز الخليج الغربي الصحي-: إنَّ حديثنا اليوم هو عن طب الأسرة، وهو تخصص حديث قديم، قديم من حيث المبدأ، وحديث من حيث المسمى والتنظيم والفاعلية، فهو الركن الأساسي للنظام الصحي الحديث، وهو مقياس تطور الأنظمة الصحية، وهو حجر الأساس لإنشاء مجتمع صحي مُعافًى.
ويُقدم طبُ الأُسرة الرعاية الصحية لجميع الفئات العمرية في المُجتمع من الرضع والأطفال والمُراهقين والبالغين وكبار السن ذكورًا وإناثًا، ومن هنا ارتبط اسمُه بالأسرة؛ لأنه يُقدم الرعاية الصحية لجميع أفرادها؛ فطبيب الأسرة هو طبيب اختص بالطب العام ليستطيع تقديم خدمة طبية شاملة لجميع الأفراد تشمل جميع النواحي الطبية العلاجية من أمراض مُزمنة وحالات مُستعجلة، وبعض التدخلات الجراحية والحالات النفسية والقائمة تطول، ليس ذلك فحسب فهناك الدور الوقائي والمُجتمعي الذي يمكن أن يشارك فيه الطبيب مع أفراد الأُسرة.
ويضيف د. حمزة يوسف: إنَّ من مميزات هذا التخصص هو الاستمرارية العلاجية، حيث يتيحُ للمرضى المُتابعة مع نفس الطبيب بشكل مستمر، وعلى مدار السنوات في شتَّى المجالات الطبية، فيستطيع المريض الذي يُعاني من أكثر من مشكلة صحية أن يتابع مع طبيب واحد في مكان واحد. ولا نقصد هنا أن طبيب الأسرة سيُعالج جميع الأمراض، بل سيكون على دراية وعلم بالأمراض وطريقة علاجها وكيفية توجيه المريض للتخصصات الأخرى.
وتُعد دولة قطر من الدول الرائدة في مجال طب الأسرة ممثلة بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، حيث قامت بإنشاء المراكز الصحية، ومراكز المعافاة، وطرح البرامج التطوُّريَّة، مثل: برنامج طبيب الأُسرة، حيث يقوم المريض باختيار طبيبه وحجز المواعيد والمُتابعة معه، حيث لقي ذلك استحسانًا كبيرًا من قِبل المُراجعين، ونجاحًا ونقلة نوعية بالنَّظام القائم.