الأسبوع العالمي للتحصين هي حملة عالمية للصحة العامة تهدف إلى رفع مستوى الوعي وزيادة معدلات التحصين ضد الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات في جميع أنحاء العالم. تُعقد هذه الحملة العالمية من كل عام خلال الأسبوع الأخير من شهر أبريل. كما يهدف أسبوع التحصين العالمي إلى تعزيز استخدام اللقاحات لحماية الناس من جميع الأعمار من الأمراض. وتحت شعار "عمر مديد للجميع"، يحث الأسبوع العالمي للتحصين 2022 على تعزيز أهمية التطعيم في التقريب بين الناس، وتحسين صحة ورفاهية الجميع في كل مكان، حيث ينقذ التحصين ملايين الأرواح كل عام، وهو معروف على نطاق واسع بأنه أحد أكثر التدخلات الصحية نجاحًا في العالم.
وتضيف الدكتورة زينب شحاته، أخصائية طب الأسرة ومنسقة الأمراض الانتقالية بإدارة الصحة الوقائية بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، أنَّ أهمية التحصين تكمن في الحفاظ على صحة الإنسان وحمايته من الأمراض التي يمكن الوقاية منها، وأيضاً حمايته من مضاعفات الأمراض مثل: شلل الأطراف، فقدان السمع، أو تلف الدماغ. وكذلك الحفاظ على صحة المجتمع، وتقليل الأمراض المنتشرة فيه وبالتالي تؤدي إلى مجتمع معافى خالٍ من هذه الأمراض المعدية والأوبئة التي تسببها خاصة أنَّ اللقاحات تعد واحدة من أهم أدواتنا اللازمة للوقاية من الفاشيات وصون سلامة العالم، ولذا يجب العمل على زيادة الثقة في اللقاحات للحفاظ على قبول اللقاح، أو زيادته والعمل على زيادة الاستثمار في اللقاحات، بما في ذلك التحصين الروتيني لإزالة الحواجز التي تحول دون الحصول عليها.
وتضيف الدكتورة زينب: "بينما نحن في خضم أكبر حملة للتطعيم في دولة قطر وهي التطعيم ضد فيروس كوفيد-19، لا تزال هناك حاجة لضمان عدم تفويت اللقاحات الروتينية، حيث لم يتم تطعيم العديد من الأطفال خلال الجائحة العالمية مما يعرضهم لخطر الإصابة بأمراض خطيرة مثل الحصبة وشلل الأطفال، ويزيد ذلك تداول المعلومات الخاطئة عن موضوع التطعيم.
"خدمات الرعاية الأولية"
تُوفر مؤسسة الرعاية الصحية الأولية جميع أنواع اللقاحات الروتينية وبالمجان في جميع مراكزها الصحية البالغ عددها 28 مركزاً صحياً لجميع أفراد المجتمع. ومن ضمن خدمات المؤسسة إرسال رسائل توعوية عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووجود شاشات عرض توعوية في جميع مراكزها الصحية، وكذلك إرسال رسائل نصية لموظفي المؤسسة تستهدف إذكاء الوعي لدى المواطنين والمقيمين بأهمية التطعيمات، ودورها الفعّال في القضاء على الأمراض المعدية ورفع نسبة التغطية باللقاحات وتوفير بعض الوسائل التعليمية والتوعوية عن أهمية اللقاحات بالتفصيل.
وبذلك نُشيد بتفعيل المشاركة المجتمعية لصالح اللقاحات وأهميتها والعمل على زيادة الوعي لدى الأشخاص، فقد أثرت جائحة فيروس كوفيد-19 على ملايين البشر في مختلف أنحاء العالم وأدت إلى خسائر كبيرة في الأرواح. ولحماية الناس هذا الفيروس، يجري تطوير لقاحات مضادة، إذ يشكل التطعيم تدخلاً بالغ الأهمية لحماية السكان من مرض كوفيد-19، وخاصة عندما يترافق مع الإجراءات السلوكية الأساسية.
وقد أوصت منظمة الصحة العالمية بأن يضع كل بلد استراتيجية لزيادة قبول التطعيم والطلب عليه. وسوف تحتاج هذه الاستراتيجية إلى وجود عنصر قوي للمشاركة المجتمعية يعالج مسألة الثقة والقبول، بما في ذلك الطلب على اللقاحات، ويجيب عن التساؤلات حول معايير تحديد الأولويات لتقديم اللقاح، مثل مَن الذين يتم تطعيمهم أولاً ولماذا. ويلزم تكييف هذا بحيث يتناسب مع سياقات محددة لتلبية احتياجات المجموعات السكانية المختلفة. كما يلزم تنفيذ مجموعة من التدخلات القائمة على الأدلة من أبحاث العلوم السلوكية والاجتماعية، والتي ستتضمن المشاركة المجتمعية والحملات الإعلامية وحملات وسائل التواصل الاجتماعي وتدريب العاملين الصحيين والعاملين المجتمعيين.