تحتفل منظمة الصحة العالمية في السابع من أبريل كل عام بذكرى تأسيس المنظمة التي ينتسب لها 193 دولة باعتبارها السلطة الموجهة والتنسيقية للصحة داخل منظومة الأمم المتحدة. ومنذ تأسيسها عام 1948 وهي مسؤولة عن توفير الريادة في المسائل الصحية العالمية، وتشكيل برامج البحوث الصحية، ووضع القواعد والمعايير، وتقديم الدعم التقني للبلدان، ورصد وتقييم الظواهر الصحية.
وينصبّ تركيز منظمة الصحة العالمية في العام الحالي على الروابط الوثيقة بين البيئة التي تحيط بنا وصحتنا. وستحثّ حملة هذا اليوم الأفراد والمجتمعات والحكومات والمنظمات في جميع أنحاء العالم على مشاركة قصصها عن الخطوات التي تتخذها لحماية البيئة على كوكب الأرض وصحتنا.
وفي هذه المناسبة، تؤكد الدكتورة سامية أحمد العبدالله، استشاري أول طب أسرة والمدير التنفيذي لإدارة التشغيل في مؤسسة الرعاية الصحية الأولية، أن الصحة تحتل مكانة هامّة جداً في جداول أعمال المنظمات العالمية، كون توفير المتطلبات الصحية للإنسان ضروري جداً له حتى يبقى قادراً على الحياة بشكل كريم وجيد، وأنّ الإنسان يحتاج إلى أن تتوفّر له الرعاية الصحية التي تناسبه من قبل دولته وحكومته، وهذا ما تسعى إليه الدول من خلال إدخال مواطنيها في برامج التأمينات الصحية المختلفة التي تقدّمها لهم، بحيث يتلقّى المواطنون في هذه الدول علاجهم بالمجان أو مقابل رسوم رمزية. كما عملت مثل هذه المنظمات على دعم الصحة، وتشجيع المبادرات، والقيام بالفعاليات العالمية التي تنشر الثقافة الصحية والتي تهدف إلى مكافحة الأوبئة والأمراض.
ويوم الصحة العالمي مناسبة هامة تحفزنا وتذكرنا في أن نتعاون جميعاً في العناية بالصحة. وتحتفل مؤسسة الرعاية الصحية الأولية بهذه المناسبة هذا العام تحت شعار "بيئتنا صحتنا". ولتعزيز الثقافة الصحية في العالم، ولأنّ صحة الإنسان تعتبر من أهمّ ممتلكاته باعتبارها رأس ماله الأول، فقد خصص هذا اليوم عالميّ للاهتمام بالقضايا الصحية المختلفة. ففي كل عام يتمّ اختيار موضوع معيّن لهذا اليوم حتى يتم تسليط الضوء عليه، وتركيز المجهودات لأجله، بحيث يتّسم هذا الموضوع بأهميته الخاصة، وأولويته القصوى.
ونحن في قطر نولى الجانب الصحي اهتماماً استثنائياً، وتعمل مؤسسة الرعاية الصحية الأولية على تعزيز رضا المراجعين وتلبية احتياجاتهم وتوقعاتهم من خلال تقديم خدمة احترافية ذات جودة عالية قبل وأثناء وبعد تلبية متطلبات وتوقعات المراجع، وفق الرؤية التي تنطلق منها الاستراتيجية في تقديم رعاية صحية أولية شاملة ومتكاملة، تتمحور حول الشخص نفسه، وتعمل في إطار الشراكة مع الأفراد والأسرة والمجتمعات لتعزيز صحة ورفاهية الجميع في دولة قطر على مستوى عالمي.
كم أظهرت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية مرونة منقطعة النظير بتكيّفها السريع مع الظروف التي فرضتها الجائحة والتي عجلّت في تنفيذها لخططها المتعلقة برقمنة خدماتها، حيث شهد عامي 2020 و2021 توفير الاستشارات الطبية عبر مكالمات الفيديو وتوصيل الأدوية للمنازل وتطوير موقع المؤسسة الإلكتروني وإطلاق الخدمات إلكترونية وهي الأولى من نوعها في القطاع الصحي في دولة قطر.
كما شهد العام الماضي إطلاقنا لتطبيق نرعاكم الذي يهدف إلى تمكين الأفراد من إدارة جميع الأمور الصحية الخاصة بهم وبأسرهم من أي مكان وفي أي وقت. وكل ذلك يأتي في اطار الدور المنوط به للمؤسسة في الاشراف على كافة المراكز الرعاية الصحية في الدولة وعددها (28) مركزا ، ووضع البرامج الفاعلة لتحسين الأداء فيها كونها المزود الرئيسي لخدمات الرعاية الصحية الأولية في دولة قطر.