أكدت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية حرصها على توفير أفضل الخدمات الصحية لكبار السن وتأمين أفضل سبل الرعاية الأولية لهم، مع العمل على تطوير هذه الخدمات باستمرار بما يتماشى مع احتياجاتهم ووفقاً لأعلى معايير الجودة العالمية، مشددةً على أن رعاية كبار السن وتوفير الخدمات الصحية لهم تعد على رأس أولوياتها التي تحرص عبرها على تقديم أفضل الخدمات الصحية لهم.
خدمات متنوعة
وأوضحت الدكتورة أميرة الخزاعي، نائب مدير المنطقة الشمالية بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، بأن المؤسسة تؤدي دوراً قيادياً وفعالاً بتقديمها مجموعة من الخدمات الفريدة والمتميزة لكبار السن وذلك عبر عيادات الذاكرة المتواجدة في بعض المراكز الصحية، أو من خلال الزيارات اليومية التي تقوم بها الفرق الطبية التابعة للمؤسسة إلى كبار السن في منازلهم. هذا إلى جانب قيامها بتوفير خدمات التوعية والتثقيف الصحي من خلال الاتصال هاتفياً مع هذه الفئة العمرية في المرحلة الحالية، وذلك للتأكد من امتلاك كبار السن لجميع المعلومات الصحيحة للوقاية من عدوى فيروس كورونا "كوفيد-19"، ومن تمتعهم بصحة ممتازة، بالإضافة إلى التعرف على احتياجاتهم النفسية والصحية والاجتماعية وتسهيل تقديم المساعدة أو الاستشارة الطبية أو النفسية لهم.
وتقول الدكتورة أميرة الخزاعي إنَّ "منذ إطلاق مؤسسة الرعاية الصحية الأولية لعيادات الذاكرة الخاصة بها كجزء من خدمة "كبار أصحاء" في عام 2019، أثبتت المؤسسة توفيرها لخدمة هامة للكثير من كبار السن وعائلاتهم ومقدمي الرعاية في جميع أنحاء قطر." وأضافت بأن "أطباء المؤسسة يعملون مع فريق من الأطباء النفسيين ومعالجي الصحة المهنية بمؤسسة حمد الطبية لتقديم تقييم شامل ورعاية متخصصة للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 60 عاماً فما فوق، والذين يرجح معاناتهم من مشاكل في الذاكرة." موضحة بأن عيادات الذاكرة تتوفر في ثلاثة مراكز صحية تابعة للمؤسسة وهي مراكز "الوجبة، لعبيب، وروضة الخيل."
متابعة عن بُعد
وكشفت الدكتورة أميرة الخزاعي عن متابعة المؤسسة لأمور كبار السن الصحية، خاصة الفئة التي تزيد أعمارهما عن 65 عاماً، عن بُعد، وذلك حرصاً على عدم حضورهم إلى المراكز الصحية. حيث أعطيت لهم الأولوية فيما يخص الاستشارات الهاتفية، ليتم متابعة حالتهم الصحية وتقديم الدعم اللازم لهم دون المجازفة بصحتهم.
وأكدت د. الخزاعي على حرص المؤسسة على متابعة التقارير اليومية الصادرة من جميع المراكز لتوضيح عدد الزيارات الفعلية أو الاستشارات الهاتفية، هذا إلى جانب تسجيل أي حالات إصابة ومتابعتها والتبليغ عنها للجهات المختصة.
وأوضحت الدكتورة توفير المؤسسة لبعض الخدمات لضمان عدم حضور كبار السن إلى المراكز الصحية حرصاً على سلامتهم وللحد من فرص إصابتهم بفيروس كورونا المستجد، مثل: خدمة توصيل الأدوية للمنازل.
التثقيف الصحي
وأبانت دكتورة الخزاعي بأن خدمات العلاج الطبيعي بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية تتوفر في 11 مركزاً صحياً تابعاً لها، بالإضافة إلى توفير المؤسسة لهذه الخدمات في المنازل وذلك بتنظيم جلسات نشاط بدني حسب احتياجات كبار السن في مكان إقامتهم. عدا عن ذلك، تقدم المؤسسة جلسات للتثقيف الصحي المناسب لكبار السن وأفراد الأسرة ومقّدمي الرعاية. كما توفر المؤسسة برامج المعافاة للبالغين وكبار السن الذين يعتمدون على أنفسهم ليتسنى لهم التمتع بالرفاهية والصحة الجيدة.
وتشتمل البرامج الصحية على ممارسة التمارين الرياضية بقاعات الرياضة، واتباع أسلوب تغذية صحي وسليم ويلائم السن والوضع الصحي بعيادة أسلوب الحياة. كما توجد من ضمن برامج المعافاة عيادات تخصصية للإقلاع عن التدخين والتي توفر الاستشارات الطبية والأدوية التي تساعد على الإقلاع عن التدخين وتمنع أو تقلل من الأمراض المزمنة.
الكشف المبكر
وعدّدت الدكتورة أميرة الخزاعي مجموعة من الخدمات التي يقدمها برنامج الكشف المبكر في مؤسسة الرعاية الصحية الأولية لكبار السن، حيث تشمل هذه الخدمات الكشف المبكر عن عدة أنواع من السرطانات، مثل: سرطان الثدي والأمعاء وعنق الرحم.
حيث تُقدَّم خدمة الكشف المبكر عن سرطان الثدي للسيدات من عمر 45 ـ 69 عاماً، بينما تُقدَّم خدمة الكشف المبكر عن سرطان الأمعاء للسيدات والرجال من عمر 50 ـ 74 عاماً، وذلك في مراكز لعبيب والوعب والوكرة، بالإضافة إلى وحدة الكشف المبكر المتنقلة المزودة بأحدث الأجهزة والتي تضمن الخصوصية التامة للمرضى. هذا إلى جانب دعمها لاستخدام الكراسي المتحركة التي تخدم كبار السن.
كما تُقدَّم خدمة الكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم للسيدات المتزوجات من عمر 21 ـ 64 عاماً وذلك في جميع المراكز الصحية. إضافةً إلى اهتمام البرنامج بتثقيف ورفع الوعي لدى المجتمع بالسرطانات وطرق الوقاية منها وكيفية المحافظة على الصحة واتباع نمط حياة صحي دائم، وذلك في المناسبات والمحافل المختلفة مثل اليوم العالمي للسرطان وشهر التوعية بسرطان الثدي أو الأمعاء وغيرها من المناسبات العالمية.
رعاية منزلية
وذكرت دكتورة الخزاعي بأن مؤسسة الرعاية الصحية الأولية تُقدم خدمة الرعاية الصحية المنزلية، حيث تشهد هذه الخدمة باستمرار نمواً كبيراً وطلباً متزايداً، وذلك بسبب تزايد أعداد كبار السن وبفضل الدور الكبير الذي تقوم به الخدمة من ناحية تعزيز نمط الحياة الصحي لكبار السن بالمنزل وتحسين نوعية حياتهم.
ويتم تقديم خدمات الرعاية المنزلية للقطريين ممن يلازمون منازلهم والذين تبلغ أعمارهم 60 عاماً فما فوق عن طريق تزويدهم بفريق عمل طبي شامل. مع التأكيد على سعي المؤسسة الدائم على تطوير الخدمات بما يتماشى مع احتياجات المجتمع من رفع الوعي الصحي والتأكيد على الالتزام بالإجراءات الاحترازية وخاصة بين هذه الفئة العمرية من كبار السن لاحتياجهم الأكبر إلى رعاية صحية بالنظر إلى معاناتهم من أمراض ومشاكل صحية عديدة.
كما يقوم الفريق الطبي على حث المرضى وذويهم على أخذ اللقاح الخاص بالكورونا وتوضيح أهميته بالنسبة لحالتهم الصحية، ومتابعة جدول الجرعات والتذكير بموعدها. هذا بالإضافة إلى أنه يتم من خلال الزيارات استطلاع الآراء بصفة دورية عن رضى المرضى وأفراد أسرهم عن الخدمات المقدمة من خلال إجراء استبيان دوري، يتم من خلاله تجميع وتحليل المعلومات والآراء سعياً للارتقاء بمستوى الخدمات بما يتماشى مع لوائح وقوانين المؤسسة.
اليوم العالمي للمسنين
وأعلنت الدكتورة أميرة الخزاعي عن تنظيم مؤسسة الرعاية الصحية الأولية لمجموعة من الفعاليات بمناسبة اليوم العالمي للمسنين والذي يصادف الأول من شهر أكتوبر من كل عام. حيث تحرص المؤسسة باستمرار على الاحتفاء به عبر تنظيم برامج وفعاليات متميزة وبطريقة غير تقليدية، مشدّدةً على أنه سيتم الحرص هذا العام وبالنظر للظروف الحالية المتعلقة بأزمة كورونا على تثقيف الأسر التي يتواجد بين أفرادها كبار السن، من أجل وقايتهم من أمراض الشيخوخة وكيفية تقديم الرعاية المثلى لهم.
رسائل توعوية
وكشفت الدكتورة الخزاعي عن مجموعة من الرسائل التوعوية التي قالت إنه سيتم التركيز عليها في الاحتفال باليوم العالمي للمسنين في العام الجاري 2021، ومنها وجوب ممارسة كبار السن للتمارين الرياضية البسيطة والتي تساعد وبشكل كبير على الوقاية من الأمراض وتجنب الآم المفاصل والروماتزم، وضرورة إشعار كبار السن بأهمية وجودهم في حياة المحيطين بهم الأمر الذي يعزز من صحتهم النفسية واندماجهم في الأسرة والمجتمع. هذا إلى جانب التأكيد على أهمية تناول كبار السن لوجبات صحية متوازنة بانتظام لتلبية احتياج أجسادهم للعناصر الغذائية المهمة كالفيتامينات والمعادن، وأهمية حصولهم على قسط كافٍ من النوم والراحة. ولحماية كبار السن من الإصابة بفيروس كورونا المستجد، فعلى أفراد العائلة تجنيبهم التجمعات العائلية والزيارات والمحافظة على المسافة الآمنة وتجنب التواصل الجسدي كالمصافحة، مع التشّديد والحرص على الصحة النفسية لكبار السن ومراعاة التغييرات النفسية التي يمرون بها.