تعتبر أمراض الربو والحساسية من أكثر الأمراض شيوعاً وانتشاراً في العالم والدول العربية، وحسب دراسة حديثة في قطر فإن معدل انتشار مرض الربو في قطر يصل إلى 9% بين البالغين وحوالي 20 % بين الأطفال من عمر 6 – 14 سنة، وهي نفس نسبة الانتشار في العالم تقريباً.
ويؤكد الدكتور احمد يوسف خاطر اخصائي طب الاسرة في مركز ام صلال الصحي ان أصحاب الامراض المزمنة وخاصة مرض الربو والحساسية عليهم التركيز والانتباه الى حالتهم الصحية خلال هذه الفترة كونها تعتبر أكثر فصول السنة سخونة وتشهد ارتفاعا كبيراً في درجات الحرارة والرطوبة.
وتأثير الصيف وارتفاع درجات الحرارة على هؤلاء المرضى والذين نعتبرهم الشريحة الأكثر عرضة للمخاطر ومضاعفات مرض الربو والحساسية حيث تؤدى درجات الحرارة العالية إلى جفاف الحلق ومجاري الهواء والأغشية المخاطية المبطنة للشعب الهوائية إلى زيادة التهابها وتهيجها مع ضيق في التنفس وزيادة أعراض نوبات الربو.
"الربو وحساسية الصدر"
وأضاف الدكتور احمد: يعرف مرض الربو وحساسية الصدر بأنة التهاب مزمن ومرض مزمن غير معدي ولا ينتقل من شخص إلى شخص آخر، وهو يصيب الشعب والممرات الهوائية للرئتين ينتج عنه ضيق الشعب وممرات الهواء ويؤدى إلى نوبات حادة من ضيق التنفس وصوت صفير وأزيز من الصدر أثناء التنفس مع نوبات من الكحة أثناء الليل و في الصباح الباكر خصوصاً.
أما أمراض الحساسية الأخرى سواء كانت مصاحبة لمرضى الربو أو بمفردها فتشمل مرضى حساسية الأنف وحساسية الجلد والحكة الجلدية المزمنة وحساسية واحمرار العين وبعض حساسية الطعام مثل الحساسية من منتجات الألبان والأسماك وزبدة الفول السوداني.
"خلل الجهاز المناعي"
ويفسر حدوث هذه الأمراض بحدوث خلل في الجهاز المناعي للجسم حيث يكون هناك استجابة ورد فعل سريع من الجهاز المناعي لهذه المثيرات أو المهيجات التي هي في الغالب شائعة مثل الغبار والدخان والروائح والعطور واحيانا الحيوانات الأليفة و الطيور في المنزل و ينتج عن هذه الاستجابة غير الطبيعية تكوين أجسام مضادة ( Ige ) لهذه المؤثرات الخارجية و إفراز مادة الهيستامين وبعض المواد الأخرى التي بدورها إلى ظهور أعراض المرض و نوبات الربو .
لذلك من المهم إعطاء هؤلاء المرضى النصائح والتعليمات الهامة لتفادى تكرار نوبات الربو وتقليل أعراض المرض قدر الإمكان.
"نصائح عامة"
وأضاف الدكتور احمد خاطر ان هناك نصائح عامة يمكن تقديمها للمصابين بالربو وحساسية الصدر منها الامتناع أو تقليل التعرض لمسببات المرض والعوامل المثيرة له سواء داخل المنزل أو خارجة ووضع خطة علاجية للتعامل مع أي طارئ وهي :
1- ينصح مرضى الربو والحساسية بالبقاء داخل المنزل في الأوقات شديدة الحرارة والرطوبة وذلك في الفترة من الساعة 10 صباحاً – وحتى الرابعة عصراً مع تجنب الأتربة والدخان.
2- البقاء داخل منزل مكيف ونظيف وبارد وخالي من الأتربة والدخان.
3- ينصح مرض الربو خصوصاً بضرورة استخدام فلاتر هواء عالية الكفاءة ( HEPA ) لتنقية الهواء داخل المنزل وتعقيمه وامتصاص الجسيمات العالق في الهواء من غبار وفطر عفونة المنزل والمحافظة على تقليل الرطوبة داخل المنزل في حدود %30 – 50 % .
4- تنظيف أغطية الفراش والمفارش التي من الممكن ان يوجد بها حشره عث الفراش وكذلك السجاد وفلاتر المكيفات داخل المنزل بصورة دورية.
5- عند الخروج من المنزل يفضل ارتداء الكمامة والأقنعة الواقية من الأتربة وحبوب اللقاح في أيام العواصف الترابية مع تجنب التعرض للشمس المباشرة والحرارة أو الرطوبة الشديدة.
6- المحافظة على رطوبة الجسم بشرب كميات كبيرة من السوائل من 2 – 3 لتر يومياً لتجنب جفاف الأغشية المخاطية المبطنة للشعب الهوائية وممرات الهواء.
7- تجنب الرياضة وخاصة العنيفة خارج المنزل ويفضل ممارستها داخل مكان مكيف بارد مع ضرورة عمل تمارين إحماء لمدة 15 – 30 دقيقة قبل بدء النشاط الرياضي البسيط او المتوسط مع ضرورة استعمال بخاخ موسع للشعب الهوائية قبل النشاط الرياضي بحوالي 30 دقيقة لمنع حدوث نوبات الربو.
8- لوحظ وجود علاقة بين مرض الربو زيادة الوزن أو السمنة، لذلك ينصح مرض السمنة الذين لديهم ارتجاع في المريء بالنوم على الجانب الأيسر لتجنب تكرار نوبات الربو أثناء النوم حيث إن ارتجاع المريء من المثيرات للنوبة الربوية.
9- لوحظ وجود علاقة بين تغير نمط الحياة الغير صحي من الأكلات السريعة الغير صحية وقلة الحركة والنشاط الرياضي وزيادة شدة أعراض الربو ن لذلك ينصح باعتماد نمط حياة صحي وسليم من عادات غذائية صحية، و بعض الدراسات وجدت علاقة بين نقص فيتامين د وزيادة حدة نوبات الربو.
10- هناك ارتباط بين التدخين بكل أنواعه وعلاقته المباشرة بالربو وأمراض الحساسية ن وينصح دائماً بإيقاف التدخين وخاصة إذا كان لديك امراض الربو والحساسية.
11- البعد عن التوتر والقلق وأخذ قسط كافي من النوم والراحة حيث إن القلق والتوتر يزيد من تكرار نوبات الربو واشتداد أعراضه، وضرورة تعلم تمارين التنفس البطيء وتمارين الاسترخاء.
12- وضع خط عمل لمريض الربو والحساسية للعلاج والأدوية الطارئة مع ضرورة توافر هذه الأدوية مع المريض لاستعمالها عند اللزوم مثل بخاخ موسع الشعب الهوائية عند الطوارئ، واستعمال البخاخات الأخرى الوقائية بشكل منتظم والتي تحتوي على نسبة قليلة جداً من الكورتيزون ولا تؤثر على الجسم حيث إنها تمتص عن طريق الرئتين فقط، مع ضرورة زيارة الطبيب بشكل دوري لعمل الفحوصات اللازمة وأخذ التطعيمات الدورية اللزمة مثل تطعيم الإنفلونزا الموسمية.
وبالنسبة لمرضى الحساسية الآخرين ضرورة أخذ أقراص مضادة للهيستامين لتجنب الحكة الجلدية ورشح الأنف أو الكحة، و من الممكن استعمال بعض بخاخات الأنف أو غسول تنظيف الأنف بمحلول الملح و الوقاية من أعراض الحساسية، و يمكن عمل اختبار الحساسية عن طريق حقن تحت الجلد لمعرفة مسبب المرض و علاجه.