يمكن أن تسبب الأيام الحارة صعوبة في قدرة الجسم على تنظيم درجة حرارته، ويمثل هذا تحديًا لكبار السن الذين لا يتكيفون مثل غيرهم مع التغيرات المفاجئة في درجة الحرارة. بالإضافة إلى ذلك ، من المرجح أن يعاني كبار السن من حالات طبية مزمنة تؤثر على استجابة الجسم لدرجة الحرارة ، وتناول الأدوية الموصوفة التي تغير من قدرة الجسم على التحكم في درجة الحرارة أو العرق.
وتقول الدكتورة قمر منزلجي اخصائية طب الاسرة في مركز مسيمير الصحي ان الموجات الحارة تعد ظاهرة طبيعية تتكرر في فصل الصيف وترتفع خلالها درجات الحرارة إلى مستويات عالية، فقد تؤثر هذه الظروف الحارة على صحتنا ويمكن أن تسبب مشاكل صحية خطيرة مثل الإنهاك الحراري، الضربات الشمسية وحتى الإجهاد الحراري.
ومع دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة يتعين على كبار السن الالتزام ببعض الإرشادات من أجل وقاية أنفسهم من ارتفاع درجة الحرارة وضربات الشمس حيث يمكن لكبار السن الاستمتاع بأيام الصيف بشكل آمن ومريح دون التعرض لمخاطر الحرارة الشديدة وتشمل شرب السوائل حيث ينصح كبار السن بتناول كميات كبيرة من السوائل خلال أيام الصيف الحارة، كي يتسنى لهم تحفيز عملية التعرق لديهم، وبالتالي التغلب على سخونة الجو. وعلينا تجنب الجفاف عن طريق شرب الكثير من الماء والسوائل الأخرى مثل العصائر الطبيعية والمشروبات الرياضية.
ويمكن أن تحافظ العديد من أنواع الفاكهة والخضروات المختلفة على تغذية الجسم وترطيبه أيضًا تناولها كوجبة خفيفة ، أو تناولها كطبق جانبي مع الوجبات ، تتضمن الفواكه المرطبة مثل البطيخ والفراولة والجريب فروت و الاناناس. كما تشمل الخضراوات المرطبة مثل الخيار والخس والكرفس.
ويجب الابتعاد عن المشروبات التي تحتوي على كميات كبيرة من الكافيين ، لأنها قد تزيد من فقدان السوائل ، وعلينا ان لا ننتظر الاحساس بالعطش لأن الاحساس بالعطش يقل مع تقدم العمر، حيث قد يحدث نقص في السوائل وبداية جفاف بدون أن يشعر الشخص بذلك ، لذا يجب شرب الماء بانتظام وبدون شعور بالعطش.
"البقاء في الظل"
وتضيف الدكتور قمر منزلجي :يجب البقاء في الأماكن المظللة قدر الإمكان، وتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس خلال ساعات الظهيرة وحتى العصر عندما تكون الشمس في أشد حرارتها. ومن الأفضل أن ينعم كبار السن بقسط من الراحة خلال فترات الظهيرة، ويستكملوا باقي أنشطتهم كممارسة المشي مثلا في أولى فترات المساء, لأن القيام بأي نشاط بدني خلال هذه الفترة يتطلب مجهود عضلي قد يتسبب في سخونة الجسم بشكل إضافي.
"ارتداء الملابس المناسبة"
ومن المهم اختيار الملابس بعناية عندما يكون الفرد بالخارج، هذا القرار الذي يبدو صغيرا يمكن أن يحدث فرقا كبيرا حيث يمكن أن تساعدنا الملابس والإكسسوارات مثل المظلات في منع حروق الشمس والإرهاق الحراري من خلال الحفاظ على البرودة، ويجب قدر الامكان ارتداء الملابس المصنوعة من أقمشة خفيفة مثل القطن والكتان ، حيث تسمح هذه الأقمشة بتهوية الجسم وامتصاص العرق، مما يجعل كبار السن يشعرون بالراحة في الأيام الحارة ، وتجنب الملابس الضيقة والملتصقة بالجسم، واختيار الملابس الفضفاضة التي تسمح بتدفق الهواء حول الجسم، وهذا يساعد في تبريد الجسم.
"القبعات والنظارات الشمس “
كما ان ارتداء قبعة واسعة الحواف لحماية الوجه والرأس من أشعة الشمس المباشرة، واستخدم نظارات شمسية لحماية العينين من الأشعة فوق البنفسجية الضارة من الضروريات في الايام الحارة وأشعة الشمس الشديدة ويفضل أن يلجأ كبار السن لأخذ حمامات باردة الى فاترة لأكثر من مرة على مدار اليوم، و من الممكن بأن يلفوا حول رقابهم كمادات باردة للتغلب على سخونة الجو. كما أن صبّ مياه باردة على الساقين يعمل على تبريد الجسم لدى كبار السن على نحو جيد أيضا، مع ضرورة أن ينساب الماء على الساقين سريعا، وليس دفعة واحدة بشكل مفاجئ.
"تجنب الأنشطة الشاقة"
وتضيف اننا ننصح كبار السن بالاستيقاظ مبكرًا للقيام بالأنشطة الخارجية مثل التسوق أو القيام بالمهام الضرورية في الصباح الباكر يكون الهواء منعشًا وأبرد في هذا الوقت مما يسهل الخروج والتحرك خارج المنزل، ومن المهم أن يستمتع كبار السن بقسط من الراحة خلال فترات الظهيرة عندما تكون درجات الحرارة مرتفعة بشكل خاص. يمكنهم البقاء في المنزل في أماكن باردة ومهواة، والاسترخاء والقراءة أو مشاهدة التلفزيون.
"النشاط البدني في المساء"
وبعد انخفاض درجات الحرارة في المساء، يمكن لكبار السن ممارسة النشاط البدني مثل المشي في الهواء الطلق , هذا يسمح لهم بالتمتع بنشاطهم البدني دون تعريضهم لخطر الحرارة الزائدة، ويكون أفضل وقت للخروج في الهواء الطلق هو الساعة 10 صباحًا أو بعد الساعة 6 مساءً، عندما تميل درجة الحرارة إلى أن تكون أكثر برودة ،وعندما تكون الرطوبة أو نقطة الندى عالية، من الأفضل الاسترخاء وتجنب الرياضة في الهواء الطلق او الاعمال المنزلية المرهقة والأنشطة الشاقة.
وهناك بعض الطرق المفضلة للتغلب على الحرارة في المنزل مثل أغلاق النوافذ والستائر خلال النهار والاستحمام أو الحمامات الباردة والنوم في غرفة باردة واستخدم بياضات خفيفة ، وكذلك أطفاء الإضاءة الاصطناعية والإلكترونيات. ضع خطة احتياطية: إذا كنت قلقًا بشأن الحر أو الرطوبة، فلا تغادر المنزل، والتدريب في صالة الألعاب الرياضية، أو عليك بالسير داخل مركز تجاري أو اصعد السلالم داخل مبنى مكيف الهواء.كذلك يمكن لبعض الحالات الطبية أو الأنشطة البدنية أن تزيد من خطر الإصابة بمرض مرتبط بالحرارة، إذا كنت تخطط لممارسة الرياضة في الحرارة، فتحدث مع طبيبك بشأن الاحتياطات الواجب مراعاتها لتجنب أي وعكة صحية.ويمكن إلى حد كبير الوقاية من الأمراض المرتبطة بالحر. من خلال اتخاذ بعض الاحتياطات الأساسية، من السهل إنجاز ممارستك الدورية للرياضة بعيدًا عن الجو الحار وحمل زجاجة مليئة بالماء وقت الخروج.
يجب على كبار السن أن يكونوا مستعدين للترطيب في أي وقت خلال اليوم، لذا من الجيد دائمًا حمل زجاجة ماء معهم عند الخروج من المنزل للحفاظ على السوائل وتجنب الجفاف ، ومن المهم شرب الماء بانتظام، حتى إذا لم يشعر الشخص بالعطش. يمكن تعيين تذكيرات منتظمة لشرب الماء خلال اليوم لضمان الترطيب الجيد، وتجنب خطر التعرض للتجفاف .
استخدام واقي الشمس:
ويجب على كبار السن استخدام واقي الشمس بانتظام للحفاظ على صحة جلدهم والوقاية من أضرار أشعة الشمس، بما في ذلك تقدم العمر وزيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد. والجفاف عند كبار السن هو أصل العديد من المشاكل الصحية المتعلقة بالحرارة لأنه يزيل الأملاح والمعادن الهامة من الجسم ويمكن أن يسبب الجفاف الدوخة والتعب والصداع ومشكلات صحية أخرى لكبار السن. ويمكن أن يؤدي الجفاف الشديد أو الطويل الأمد إلى دخول المستشفى، يجب استشارة الطبيب عند الشعور بالدوخة والتشنجات العضلية وتورم في الكاحلين والقدمين والغثيان والضعف وسرعة النبض.