أكدت الدكتورة نجاة اليافعي، مديرة قسم صحة الفم والأسنان الوقائية والتعزيزية بإدارة الصحة الوقائية بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، أنَّ قسمهم يمتاز بأنه الوحيد من الجهات الصحية في قطر الذي يمتلك «12» وحدة كراسي أسنان متنقلة، توفر فرصة فريدة لإقامة عيادات أسنان مباشرة في مواقع متنوعة، لتوفير سهولة الوصول للجميع الفئات.

وقالت الدكتورة اليافعي إنَّ قسم صحة الفم والأسنان الوقائية والتعزيزية قد وسع خدمات تعزيز الصحة الفموية لتصل إلى موظفي مختلف وزارات الدولة من خلال حملات خاصة بذلك، مؤكدة حرصهم على نشر الوعي حول كيفية تأثير أمراض الفم على الصحة العامة، فغالباً ما يتم تجاهل الترابط بين صحة الفم والصحة العامة.

وحول دور قسم صحة الفم والأسنان في القطاع الصحي، قالت الدكتورة اليافعي إنَّ مؤسسة الرعاية الصحية الأولية قامت بإنشاء قسم لخدمات صحة الفم الوقائية في عام 2016، حيث يسعى هذا القسم إلى زيادة الوعي بأهمية الحفاظ على فم صحيح بأسنان ولثة سليمتين، وتقديم برامج فعالة وخدمات وقائية لكافة أفراد المجتمع. وفي العام الماضي تم زيادة مهام القسم وتغيير الاسم إلى «صحة الفم والأسنان الوقائية والتعزيزية» ليعكس بشكل أفضل مهمته وأهدافه، علماً بأن قسم صحة الفم والأسنان الوقائية والتعزيزية هو القسم المتخصص الوحيد في قطر الذي تبنى بشكل استباقي ونشط مهمة ضمان رفع الوعي ووصول التثقيف بصحة الفم والأسنان إلى كل فرد في المجتمع، باعتبار أن أمراض الفم مثل تسوس الأسنان وأمراض اللثة شائعة بشكلٍ كبير وتؤثر على الأفراد من جميع الأعمار والأجناس، ومع ذلك، يمكن الوقاية من هذه الأمراض بشكلٍ كبير من خلال التثقيف بشأن أهمية المحافظة على صحة الفم والأسنان والوقاية من أمراضها.

وأضافت بأنَّ قسم صحة الفم والأسنان الوقائية والتعزيزية ابتكر مجموعة من البرامج والمبادرات ينفذها عن طريق أقسام مختلفة في إدارة التشغيل، فإحدى هذه البرامج «برنامج أسناني المدرسي» الذي يصل للطلبة في سن مبكرة، حيث يهدف هذا البرنامج إلى غرس سلوكيات وعادات صحيحة تبقى مدى العمر لدى الطلبة لتحقق لهم رفاهية الحياة، كما يستهدف برنامج أسناني المدرسي جميع طلاب رياض الأطفال وطلبة المدارس الابتدائية في المدارس الحكومية، إذ يقوم بفحص الطلاب لاكتشاف الأمراض الفموية المختلفة، كما يقوم بتثقيفهم حول طرق التفريش الصحيحة، بالإضافة للمعلومات الأخرى التي يتلقاها الطفل ليعزز من فهمه ووعيه اتجاه صحة الفم لديه، ثم يقدم لهم الدور العلاجي في وضع الفلورايد والحشوات الوقائية للوقاية من تسوس الأسنان.

كما نوَّهت إلى أنَّ برنامج «إجلال للعناية بأسنان كبار السن في المنزل» يقع تحت مبادرات القسم الجديدة في مؤسسة الرعاية الصحية الأولية، حيث تعد هذه المبادرة مبادرة فريدة من نوعها ومهمة لقسم صحة الفم والأسنان الوقائية والتعزيزية، إذ يستهدف هذا البرنامج كبار السن الذين يعانون من قيود في الحركة أو حالات صحية أخرى ويتلقون خدمات الرعاية المنزلية في مؤسسة الرعاية الصحية الأولية. وإدراكاً من القسم لما يعانيه أغلب كبار السن وما يواجهون من تحديات للحفاظ على صحة الفم والأسنان، ونظراً للمشاكل الصحية الأخرى أو مشاكل الحركة، فقد قدموا برنامج «إجلال» ليفي بهذا الغرض، حيث يقوم بفحص كبار السن وتثقيفهم وأهاليهم وإحالة الحالات التي تستدعي العلاج لتلقيه بسهولة إن شاء الله.

ومن الجدير بالذكر أنَّ القسم يركز على تعزيز صحة فم وأسنان طلبة ذوي الاحتياجات الخاصة في مدارسهم من أجل التعرف على حالات واحتياجات هذه المجموعة التي لها الأولوية في الاهتمام والعلاج، حيث يتم تقديم التثقيف الصحي بالفم والأسنان وتزويدهم بالفحص والرعاية الوقائية وإحالة الحالات التي تحتاج إلى العلاج في عيادات الأسنان التابعة لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية.

هذا إضافةً إلى تنظيم قسم صحة الفم والأسنان الوقائية والتعزيزية لحملة توعوية في المجتمع، يُطلق عليها اسم «أهلاً بصحة الفم والأسنان» للجمهور، حيث تهدف أنشطة الحملة إلى زيادة الوعي بصحة الفم والأسنان، وتسلط الضوء على أهمية التدابير الوقائية مثل الفحوصات الدورية للأسنان وتنظيف الأسنان واستخدام خيط الأسنان بانتظام. وأحد الأهداف الهامة لهذه الحملة هو نشر الوعي حول كيفية تأثير أمراض الفم على الصحة العامة، حيث غالباً ما يتم تجاهل الترابط بين صحة الفم والصحة العامة؛ ولذلك فإن هذا القسم يسعى إلى تثقيف الجمهور حول العلاقات بين الإثنين وتشجيع الأفراد على إعطاء الأولوية لصحتهم الفموية من أجل حياة أكثر صحة ورفاهية.

وأضافت الدكتورة اليافعي قائلةً: "يستغل القسم قوة وسائل الإعلام للوصول إلى جمهور أوسع من خلال رسائل على منصات التواصل الاجتماعي والمقابلات من خلال التلفزيون والراديو والصحف وعلى صفحة مؤسسة الرعاية الصحية الأولية، حتى نضمن أن التثقيف بشأن الصحة الشفوية والوعي قد وصل لفئة كبيرة من المجتمع، بالإضافة إلى ما ذكر فقد اعتدنا من خلال الحملة على تقديم تجربة تواصل مجتمعي ودمج الطلاب الجامعيين من كلية طب الأسنان وجامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا مع موظفي مؤسسة الرعاية الصحية الأولية لمساعدة الطلبة على تطوير مهاراتهم وقدراتهم في تعزيز صحة الفم والأسنان ولتجربة التعامل مع الجمهور."

وكجزء من التزام القسم بالابتكار، أضافت الدكتورة اليافعي بأنهم قاموا بعمل تصور لمجموعة متنوعة من البرامج والاستراتيجيات الجديدة القادمة بإذن الله تعالى لتعزيز صحة الفم والأسنان لدى طلبة المدارس في المراحل العمرية المختلفة، وهو برنامج لتطبيق وضع مادة الفلورايد على أسنان الطلبة عن طريق ممرضة المدرسة والذي يهدف إلى تقوية الأسنان والوقاية من التسوس، فهذا القسم يعد الوحيد من الجهات الصحية في قطر الذي يمتلك «12» وحدة كراسي أسنان متنقلة، حيث توفر هذه الوحدات فرصة فريدة لإقامة عيادات أسنان مباشرة في مواقع متنوعة لتوفير سهولة الوصول لجميع الفئات، وتعمل هذه الوحدات في المدارس، كما تشارك في الفعاليات التوعوية المختلفة في المجتمع، مما يزيد بشكل هائل عدد الأشخاص الذين يمكن أن يستفيدوا من الفحص الفموي والخدمات الوقائية التي يقدمها.

ويعطي القسم الأولوية لمراقبة العدوى والسلامة في جميع برامجه وخدماته، حيث يتم تعقيم وحدات الأسنان المتنقلة بعناية بعد كل خدمة فحص فموي، ويتم استخدام أدوات الأسنان ذات الاستخدام الواحد فقط للحد من مخاطر العدوى والتقيد بإجراءات السلامة، فمن خلال برامجه ومبادراته المتنوعة، يقوم القسم بتعزيز صحة فم وأسنان متنوعة في المجتمع لرفع الوعي المجتمعي بأهمية صحة الفم والأسنان وضرورة الوقاية من أمراض الفم المختلفة من أجل تحسين الصحة الفموية لعموم سكان دولة قطر.

وأشارت الدكتورة اليافعي إلى أنَّ القسم قد وسع خدمات تعزيز الصحة الفموية لتصل إلى موظفي مختلف وزارات الدولة من خلال حملات خاصة بذلك بما أنَّ الموظفين يلعبون دوراً حاسماً في نجاح أي جهة حكومية. ومن أهم الأهداف الرئيسية للقسم هو تعزيز القوى العاملة لديهم من خلال تعزيز مهارات وقدرات الكادر الطبي للأسنان الذي يعمل معهم في مختلف البرامج من خلال تقديم فرص تدريبية وتعليمية بهدف تمكين الكادر الطبي لصحة الفم والأسنان من تحديد احتياجات المجتمع وتنفيذ برامج لتحسين صحتهم الفموية مع التركيز عالي المستوى على الحوكمة الإدارية، حيث يقوم القسم أيضاً بتطوير سياسات وإرشادات وإجراءات التشغيل القياسية وبروتوكولات لضمان تقديم فعالية وكفاءة لخدمة البرامج المختلفة يتقيد بها جميع العاملين بها.