مع بداية فصل الشتاء تتزايد نسبة بعض الأمراض نتيجة الجو البارد، منها المعدية ومنها غير المعدية، فيساهم انخفاض حرارة الجو والمكوث في أماكن مغلقة لفتراتٍ طويلة بانتشار الفيروسات المسببة لنزلات البرد والتهابات الجهاز التنفسي، مثل التهاب الجيوب الأنفية والتهاب الحلق والتهاب الأذن الوسطى إضافة الى أزمات الربو وغيرها.
وتقول الدكتورة آمال عيسى، أخصائية طب الأسرة في مركز الغويرية الصحي التابع لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، إنَّ هذا ما نلمسه يومياً في الفترة الأخيرة بموجب عملنا كأطباء أسرة ومع ازدياد المرضى المراجعين للمراكز الصحية في دولة قطر المصابين بفيروسات كورونا والإنفلونزا بشكلٍ خاص. كذلك تزداد بعض الأمراض الجلدية بسبب الجو البارد، كما تزداد أمراض الحساسية وحالات التقلبات المزاجية والاكتئاب والحوادث المنزلية الناجمة عن الاختناق، وهو ما يجعلنا نعمل على كيفية تجنب هذه الأمراض أو الحد من انتشارها.
"نظام يومي صحي"
وتضيف الدكتورة آمال عيسى أنه بالإجمال للمحافظة على صحة جيدة على مدار السنة لا بد من إتباع نظام غذائي متنوع وصحي وممارسة التمارين الرياضية بإنتظام والحصول على قدر كافٍ من النوم بحدود 8 ساعات وتناول كمية وافرة من المياه ما بين 6 إلى 8 أكواب يومياً. بالإضافة إلى الالتزام بهذه النصائح، من المهم التقيد أيضاً ببعض الإرشادات الخاصة للاستعداد لفصل الشتاء.
ومن الضروري ارتداء ملابس سميكة ملائمة للجو البارد في فصل الشتاء مع لبس قفازات، قبعة، شال أو جوارب سميكة عند الحاجة لتدفئة أطراف الجسم في حال الخروج من المنزل، كما إن انخفاض درجة حرارة الجسم يؤثر سلباً على جهاز المناعة. لذلك من المهم عدم التعرض المباشر للهواء البارد والتأكد من أن يكون جو البيت دافئاً مع مراعاة تهوية الغرف من حين إلى آخر.
"تفادي الاختناق"
وتضيف أنه في حال اللجوء إلى استعمال وسائل التدفئة يجب التأكد من بعض شروط الأمان لتجنب حوادث الحروق الجلدية. ومنها وضع المدفئة الكهربائية بعيداً عن متناول الأطفال، وإبعاد المدفئة عن المواد القابلة للاشتعال مثل الستائر، والبطانيات وأغطية الأسرة مسافة لا تقل عن متر واحد، وتفادي إشعال النار بالفحم أو بالحطب في أماكن مغلقة لتفادي الاختناق من جراء تنشق غاز أحادي أكسيد الكربون.
"جفاف الجلد"
قد يكون فصل الشتاء الأسوأ على الإطلاق للبشرة، فالطقس البارد وانخفاض معدلات الرطوبة يؤدي إلى جفاف الجلد وتشققها وإصابتها بالحكة والأكزيما، وللمحافظة على بشرة نضرة وصحية في هذه الفترة من السنة يتطلب بعض الخطوات البسيطة مثل استعمال الكريمات المرطبة التي من المفضل وضعها مباشرةً بعد الاستحمام بشكل يومي وتجنب الاستحمام بمياه ساخنة جداً واستبدالها بمياهٍ فاترة وتقليل الوقت المستغرق في الاستحمام وترطيب الشفاه ببلسم مخصص، مع عدم التخلي عن كريم واقي من الشمس حتى لو كان الطقس غائماً.
"تناول الخضروات والفواكه"
كما يجب تناول الخضار والفواكه على أنواعها فهي غنية بمضادات الأكسدة والفيتامينات والإكثار من الأطعمة الغنية بالفيتامين (سي) مثل الليمون والكيوي والفراولة والجوافة والطماطم والبروكلي والفلفل الملون والبقدونس والسبانخ، فهذه المأكولات تحفز كفاءة الجهاز المناعي ليحارب أمراض موسم الشتاء.
الالتزام بآداب السعال وغسيل اليدين أساسي في فصل الشتاء واستخدام المنديل عند العطس أو السعال لتغطية الأنف والفم، مع ضرورة رمي المنديل فوراً في سلة المهملات.
إضافةً إلى الحرص على أن يكون السعال أو العطس في المرفق وليس في يديك في حال عدم توفر منديل ورقي، وغسل اليدين في الماء الدافئ والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية. ويمكن أيضاً تنظيف اليدين بالمعقم بمعدل 70 بالمئة على الأقل مع تجنب لمس العينين والأنف والفم بيدين غير نظيفتين، وكذلك تحاشي الاختلاط مع الأشخاص المصابين بنزلات البرد والزكام فكل هذه العادات تحميكم وتحمي الذين من حولكم من انتشار الجراثيم، فتحد من انتقال العدوى بين الأفراد وفي المجتمع وتقلل فرص الإصابة بالأمراض الجرثومية.
"الحصول على اللقاح"
كما توصى بالتوجه إلى أقرب مركز صحي للحصول على التلقيح ضد الإنفلونزا، فاللقاح آمن وفعال وهو مجاني. يعتبر الأطفال وكبار السن والنساء الحوامل والذين يعانون من أمراض مزمنة كالربو والسكري وضعف المناعة الأكثر تعرضاً للمضاعفات من جراء هذه العدوى. بعض حالات الإصابة بالإنفلونزا الموسمية تستدعي تلقي العلاج في المستشفى وقد تؤدي إلى الوفاة. هناك العديد من السلالات والمتحوّرات لفيروس الإنفلونزا وتختلف من عامٍ إلى آخر. فلهذا أهمية تلقي اللقاح كل سنة وبالأخص مع بداية فصل الشتاء لتقليل الإصابة بالفيروس.
وأخيرا توصي الدكتورة آمال عيسى بضرورة التزام المنزل في حال تعرضك لعدوى وزيارة طبيب الأسرة عند ظهور أي من هذه العوارض: حمّى، سعال، ألم في الحنجرة، سيلان في الأنف، صفير في الصدر، ضيق في التنفس. فزيارة الطبيب في الوقت المناسب وبدء تلقي العلاج الصحيح واتباع الإرشادات المناسبة ستؤدي حتماً إلى تفادي المضاعفات الناتجة عن أمراض الشتاء.