شاركت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية في الحملة الوطنية السنوية للتطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية، والتي أطلقتها وزارة الصحة العامة بالتعاون مع مؤسسة حمد الطبية ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية وبعض المؤسسات الصحية شبه الحكومية والخاصة بدءاً من يوم الأحد بتاريخ 17 سبتمبر، تحت شعار "مكافحة الإنفلونزا تبدأ منك". وتأتي هذه الحملة الموسمية لعام 2023 ضمن جهود المحافظة على الصحة العامة.

وفي هذا الإطار، قال الدكتور / خالد العوض، مدير حماية الصحة بإدارة الصحة الوقائية بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، إنَّ المؤسسة تهدف من خلال الحملة إلى تزويد الفئات المستهدفة بالتطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية التي تنتشر بكثرة خلال فصل الشتاء. فيما كانت الحملة قد بدأت للموظفين في القطاع الصحي في مطلع الأسبوع الماضي.

كما ستُطلق حملة على وسائل التواصل الاجتماعي ومقالات صحفية ومقابلات إذاعية وتلفزيونية في الفترة القادمة للتعريف والتوعية بأهمية هذه الحملة المشتركة.

 مركزا صحياً

وأطلقت المؤسسة هذه الحملة السنوية المشتركة للتطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية في 31 مركزاً صحياً تابعاً للمؤسسة في مختلف مناطق الدولة، وذلك بالتعاون مع وزارة الصحة العامة ومؤسسة حمد الطبية، كما أنَّ اللقاح سوف يكون متاحاً للجميع بالمجان.

وتركز حملة الإنفلونزا في قطر على المجموعات الرئيسية ذات الأولوية حيث يكون الأفراد أكثر عرضة للإصابة بعدوى الإنفلونزا الشديدة وهم خمس فئات. ويمكن إصابة جميع الأشخاص من كافة الأعمار بالإنفلونزا إلا أن هناك مجموعات سكانية معينة تعتبر أكثر عرضة للإصابة، لذا من المهم أن نعطي الأولوية لتلك المجموعات ونضمن حصولهم على التطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية أولاً. وهذه المجموعات هي الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 50 عاماً وما فوق، والمصابون بالأمراض المزمنة بصرف النظر عن السن، والأطفال بين سن 6 أشهر و5 سنوات، والحوامل وجميع العاملين في القطاع الصحي.

الأمراض المزمنة

وعن مدى أهمية اللقاح لأصحاب الأمراض المزمنة، قال الدكتور / العوض: "يجب على أي شخص لديه حالة صحية مزمنة أن يأخذ لقاح الإنفلونزا، كما ينبغي على الأشخاص الذين يعيشون في دور رعاية المسنين أو غيرها من مرافق الرعاية طويلة الأجل الحصول على لقاح الإنفلونزا، والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، مثل أمراض القلب، الرئتين، السكري، وارتفاع ضغط الدم، وكذلك الأشخاص الذين يعانون من نقص في المناعة، حيث يعد لقاح الإنفلونزا مهماً للغاية؛ لأنهم أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات الإنفلونزا الخطيرة التي قد تسبب الدخول إلى المستشفى أو الوفاة.

الأطفال والنساء الحوامل

وقال إنَّ الأطفال الذين تبدأ أعمارهم بين سن 6 أشهر و5 سنوات هم في حاجة إلى أخذ اللقاح، فهو يقلل بشكلٍ كبير من خطر المضاعفات الناتجة عن الإصابة بالإنفلونزا للأطفال. أما فيما يتعلق بتأثير اللقاح على المرأة الحامل، فقد أكّد مجدداً أنَّ لقاح الإنفلونزا الموسمي يعتبر آمناً للنساء الحوامل، وقد تلقّت النساء الحوامل لقاحات الإنفلونزا على مدار أكثر من 50 سنة مضت، فهن يعتبرن من الفئات الأكثر عرضة لخطر الإصابة بمضاعفات شديدة في حال أُصبن بالإنفلونزا.

ونصح الدكتور / العوض النساء الحوامل بالقول إنَّ اللقاح يحميهن من الإصابة بالإنفلونزا أثناء فترة الحمل، كما سيوفر الحماية لمواليدهن في الشهور الأولى بعد الولادة. ويمكن إعطاؤهن لقاح الإنفلونزا في أي مرحلة من مراحل الحمل، ولكن كلما أسرعن في الحصول عليه كان ذلك أفضل لحمايتهن.

فعالية اللقاح

من خلال تحليل الدراسات السابقة تبيّن أن لقاح الإنفلونزا فعّال بنسبة تتراوح بين 50% إلى 60% تقريباً بالنسبة للبالغين بين عمر 18 و64 سنة. وتعتبر هذه النسبة جيدة جداً في عالم اللقاحات، حيث إنه يقلل من شدة المرض ومن خطر الإصابة بالمضاعفات أو من خطر الإصابة بحالة شديدة تستدعي الإدخال إلى المستشفى.

حالات نادرة

وحول الفئات التي يجب عليها ألّا تأخذ اللقاح الموسمي، قال إن هنالك بعض الحالات النادرة فقط التي ننصحها مسبقاً بتجنب التطعيم بلقاح الإنفلونزا، مثل الذين ظهرت عليهم أعراض الحساسية الشديدة (حساسية مفرطة) لجرعة سابقة من لقاح الإنفلونزا أو لأي من مكوناته.

وكذلك من لديه حساسية شديدة جداً من البيض، بحيث يفضّل أن يقوموا باستشارة الطبيب قبل الحصول على اللقاح. إضافة إلى تأجيل الحصول عليه في حال الإصابة بالحمى (ارتفاع درجة الحرارة لأكثر من 38 درجة). ويمكن التنسيق مع الطبيب المتابع للحالة حول أفضل وقت يمكن اختياره كموعد جديد للتطعيم.

ورداً على الاستفسارات حول أسباب الحصول على هذا اللقاح سنوياً وليس لمرة واحدة كما هو معمول به في بعض اللقاحات الأخرى، قال الدكتور / العوض إنَّ ذلك يعود لفيروسات الإنفلونزا والتي تتطور بسرعة كبيرة وتتغير تركيبتها الجينية قليلاً بصورة مستمرة، وقد لا يحميك اللقاح الذي تلقيته العام الماضي من الإصابة بفيروسات هذا العام حيث يتم إصدار لقاحات جديدة للإنفلونزا كل عام لمواكبة فيروسات الإنفلونزا سريعة التكيُّف، وعندما تتلقى اللقاح يُنتج جهازك المناعي أجساماً مضادة لحمايتك من الفيروسات التي فيه لكن قد تنخفض مستويات