تحت إدارة الصحة الوقائية، وتحديداً قسم المعافاة، تقدّم مؤسسة الرعاية الصحية الأولية خدمةً فريدة من نوعها وهي عيادة المدرّب الصحي، بهدف تمكين المرضى الذين يعانون من السمنة والأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم ومتلازمة التمثيل الغذائي من تحسين نوعية حياتهم من خلال اتباع عادات وسلوكيات صحية.
تتوفر عيادة المدرّب الصحي، تحت إشراف اختصاصيين مدربين في مجال التغذية والعلوم الصحية ومهارات التدريب الصحي، في سبعة مراكز صحية تابعة للمؤسسة وهي: لعبيب، وروضة الخيل، وأم صلال، ومعيذر، والوجبة، والرويس، والخور.
وفي هذا الإطار، قالت الدكتورة / سارة راشد موسى، أخصائية طب المجتمع ومسؤولة مركز المعافاة في مركز روضة الخيل الصحي، إنّه يمكن للأفراد الاستفادة من عيادة المدرّب الصحي والحصول على الإحالة عن طريق عيادة نمط الحياة الصحي وذلك بعد الخضوع للتقييم السريري ولفحوصات المختبر اللازمة إلى جانب تقييم أنماط الحياة. ويتم ضمان استمرارية الرعاية من خلال رحلة مدتها ثلاثة أشهر مع مدرّب صحي يراقب عن كثب التقدم المحرز وتطور حالة المريض. وكما أوضحت الدكتورة / سارة أنه من المهم جداً مراعاة الفروق الفردية والقدرة على التأقلم وعوامل الخطر وأثر البيئة والصورة الذاتية وأولويات المرضى عند وضع خطة ومدة العلاج.
وفي هذا السياق، أوضحت السيدة / جلنار خانكان، مدرّبة صحية في مركز روضة الخيل الصحي، أنَّ العيادة تتعامل مع مجموعة مختلفة من الحالات وتعتمد أساليب متعددة لتعديل السلوك. وتابعت قائلةً: "يكمن الهدف في إقامة شراكة منظمّة وداعمة مع المرضى لزيادة ثقتهم بأنفسهم وكفاءاتهم الذاتية." وبناءً على تقييم كل مريض لمكونات نمط الحياة (مثل: العادات الغذائية، نسبة شرب الماء والسوائل، والنشاط البدني، وأنماط النوم، ومهارات التعامل مع الإجهاد، واستهلاك التبغ)، إلى جانب تحليل كتلة ومكونات الجسم (المياه داخل وخارج الخلايا، النسبة الكلية للمياه في الجسم، كتلة الدهون، الدهون الحشوية، كتلة العضل ومعدل الحرق الداخلي) عن طريق جهاز مخصص، يتم وضع خطة فردية باستخدام نهجٍ يتمحور حول المريض.
وأضافت السيدة / ديبورا نازارينو، مدرّبة صحية في مركز روضة الخيل الصحي، أنه من المهم خلال الزيارة الأولية إجراء تقييم شامل لجميع الجوانب والاتفاق على أهداف قصيرة وطويلة المدى، ووضع خطة علاجية وإشراك المريض في كل خطوة. كما نوهت بأن مفهوم تغيير السلوك يعتبر مفهوما معقداً، ولهذا تركز عيادات المدرّب الصحي على زيادة الوعي والتحفيز والكفاءة الذاتية والتنظيم العاطفي والمؤثرات البيئية، وذلك باستخدام العديد من الأساليب بما في ذلك المقابلات التحفيزية ونظريات تغيير السلوك مثل نظرية الإدراك الاجتماعي ونموذج مراحل التغيير.
يبذل المدرّبون الصحيون قصارى جهدهم لتوفير بيئة مستقرة ومطمئنة للمرضى لتحديد ما يفكرون به ونية التغيير لديهم والعقبات التي تعيق تغيير سلوكهم والتركيز على إنجازاتهم وتعزيز أفعالهم بردود فعلٍ إيجابية ومساعدتهم على اتخاذ قرارات صحية ومراقبة أنفسهم بشكل مستمر.