توجّه عيادات نمط الحياة الصحي البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 عاماً وما فوق لاتباع أسلوب حياة صحي من خلال تقديم برنامج معافاة متكامل يديره فريق متعدد التخصصات، وذلك وفقاً للرعاية القائمة على الأدلة. تتوفر عيادات نمط الحياة الصحي في سبعة مراكز صحية: روضة الخيل ولعبيب وأم صلال ومعيذر والوجبة والخور والرويس. يقوم الطبيب العام بإحالة المريض في مركزه الصحي المسجّل به إلى تلك العيادات في حال كان لدى المريض أحد عوامل الخطر المرتبطة بأسلوب الحياة مثل السمنة، التدخين، مشاكل الإجهاد أو النوم، وغيرها. ويعد أطباء طب المجتمع الذين يديرون تلك العيادات من ذوي الكفاءات والمؤهلات العالية في مهارات القيادة والتقييم والإدارة، إلى جانب تلقيهم الدعم من الفريق متعدد التخصصات.
وقالت الدكتورة سارة راشد موسى، أخصائية طب المجتمع ومسؤولة مركز المعافاة في مركز روضة الخيل الصحي، إنَّه وفقاً للأرقام الدولية، فإن الأمراض المزمنة الناتجة عن خيارات نمط الحياة غير الصحية هي السبب الرئيسي الأكثر شيوعاً لحالات الإصابة بالأمراض والوفيات، إضافةً إلى زيادة في "سنوات الحياة الصحية المفقودة بسبب الإعاقة".
تركز عيادات نمط الحياة الصحي على النهوض بصحة المرضى من خلال التغذية والنشاط البدني والنوم الصحي والمعافاة العاطفية والنفسية والإقلاع عن التدخين والتحكم بالوزن.
خلال الزيارة الأولى، ونظراً لأن تعديل السلوك الصحي أمرٌ معقدٌ ويتطلب تدخلات متعددة، يتم تقييم كل مريض بصورة شاملة وذلك عن طريق التعرف على الجوانب الاجتماعية والسلوكية والبيولوجية المتعلقة بالنتائج الصحية المرجوّة. وكذلك يتم تقييم مدى استعداد ورغبة كل مريض في التغيير السلوكي وقياس العلامات الحيوية المتعلقة بنمط الحياة. ويتم إجراء فحوصات المختبر اللازمة لدراسة كل مريض بشكل أوسع، الأمر الذي سيتيح التشخيص والمراقبة المستمرة للحالة الصحية، مثل ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري واضطرابات دهون الدم وأمراض التهاب المفاصل وغيرها من الامراض، أو إحالة المريض إلى التخصص المناسب. ويتم أيضاً مراجعة جميع الأدوية الخاصة بالمريض لإعطاء صورة واضحة عن الآثار الجانبية التي قد تكون متعلقة بعلامات نمط الحياة.
كما سلطت الدكتورة سارة الضوء على أن تمحوّر المريض حول الرعاية ومشاركته في الخطة العلاجية هما أمران أساسيان لنجاح واستمرار النتائج الإيجابية، بحيث يصبح لدى الناس حافز أكبر للتغيير عندما يؤمنون أنَّ بإمكانهم التأثير على النتيجة. ويتوافق هذا النهج مع النموذج الذي أوصت به فرقة الخدمات الوقائية الأمريكية الذي يتكون من خمسة عناصر، ومنها "التقييم" من خلال السعي لفهم ما يعرفه المرضى عن سلوك نمط الحياة الصحي، ولماذا هو مهم بالنسبة له، وعزمه على التغيير. إلى جانب عنصر "تقديم المشورة" الذي يغطي مناقشة المخاطر الصحية والآثار الإيجابية لتغيير السلوك، وعنصر "الاتفاق" الذي يشمل وضع أهداف محددة ومناسبة وقابلة للقياس وللتحقيق بحيث تكون محددة زمنياً. وكذلك عنصر "المساعدة"، وهو تعزيز مشاركة المريض في كل قرار واتفاق على الخطة العلاجية. وأخيراً، استخدام عنصر "الترتيب" لتحديد الخطوة التالية إما عن طريق المتابعة أو الحصول على رعاية تعاونية مع مدرب صحي، أو برنامج لياقة بدنية، أو عيادات الدعم، أو التحويل إلى الرعاية الثانوية إذا تطلبت الحالة ذلك. وتقدم عيادة نمط الحياة طريقاً مختلفاً للسيطرة على عوامل الخطر، وذلك عن طريق اكساب المريض المهارات الأساسية المتطلبة لإحداث التغيير في السلوك من خلال تقديم استشارات متعددة وفهم البيئة التي تنتج عنها سلوكيات غير صحية، بهدف معالجة السبب الجذري بدلاً من تقديم وصفة علاجية مؤقتة.
وأوضحت الدكتورة سارة أنَّ مقدمي الرعاية في عيادات نمط الحياة الصحي يركزون على تحقيق تغييرات صغيرة وواقعية في البداية وأن التركيز يكون على سلوك صحي واحد في كل مرة. ولا شك بأن التواصل الفعّال بين الطبيب والمريض هو أساس تعزيز السلوك الإيجابي وعامل مهم لنجاح العلاج واستمراريته.