أطلقت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية خدمة العلاج بالحجامة كمرحلة تجريبية في مركز أم صلال الصحي، باعتبارها إحدى الخدمات العلاجية الجديدة التي تهدف إلى تحسين صحة المرضى وتعزيز عملية شفاءهم وضمان سلامتهم.
يمكن للعديد من المرضى أن يستفيدوا من العلاج بالحجامة، وذلك عن طريق طبيب الأسرة الذي يقوم بتحويل الحالات المناسبة وفقاً للمعايير المعتمدة.
وتشمل هذه الفئة من المرضى أولئك الذين تم تشخيصهم بحالات مثل الصداع المزمن من أسباب غير معروفة، والصداع النصفي المقاوم للعلاج، ومتلازمة الألم الرسغي دون وجود مؤشر للتدخل الجراحي، والألم العضلي المحدود الموضعي أو التشنج العضلي الذي لا يستجيب للمسكنات البسيطة، وآلام الرقبة والظهر العلوي أو السفلي، والأمراض المزمنة مثل الأكزيما والربو، وأمراض الجلد مثل حب الشباب.
ويتم تنفيذ هذا البرنامج العلاجي بواسطة مجموعة من الأطباء المدربين على تقنية الحجامة، ويتم تخصيصه حسب احتياجات كل مريض على حدة.
ونوهت المؤسسة بأنه سيتم توسيع هذه الخدمة تدريجياً في بعض المراكز الصحية خلال الفترات القادمة، لافتةً إلى أنها تسعى من خلال هذه الخطوة إلى تحقيق رؤيتها في تقديم رعاية صحية شاملة ومتكاملة ومتمحورة حول الفرد، إضافة إلى العمل الدؤوب لتلبية كافة احتياجات مراجعيها وفقاً لأعلى معايير الجودة العالمية.
وتعد الحجامة نوعاً من أنواع الطب البديل وشكل من أشكال الطب التقليدي الذي يمارس منذ القدم. ويستخدم العلاج بالحجامة في عدة أجزاء من العالم بما في ذلك الصين والشرق الأوسط لتعزيز الصحة، والوقاية، والعلاج. كما أنه يُستخدم كذلك لتخفيف الألم المزمن باستخدام نوع من الحجامة يُعرف بالحجامة المبللة.
يبدأ إجراء الحجامة المبللة بوضع كوب أو أكواب خاصة على المنطقة المحددة من الجسم، لإنشاء شفط خفيف عن طريق تثبيت الكوب أو الأكواب على جهاز الشفط وتركها في مكانها لمدة تقريبية تبلغ 3 دقائق. يقوم الطبيب بإزالة الكوب أو الأكواب ويستخدم مشرطًا صغيرًا لعمل قطع صغيرة وخفيفة على الجلد. بعد ذلك، يوضع الكوب أو الأكواب مرة أخرى في الموضع ويتم إجراء شفط ثانٍ لسحب كمية صغيرة من الدم. ثم يتم تغطية الجروح بضمادة لحماية الجرح، وسوف يبقى في العيادة لمدة 10 دقائق للتأكد من أن الإجراء تم بنجاح.
يُعتبر التداوي بالحجامة من الأمور المستحبة شرعاً، وقد ورد في فضل التداوي بها أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
والحجامة تتمتع بالعديد من الفوائد، منها: تحسين تدفق الدم، وتقليل تراكم السموم في الجسم، وتخفيف الألم والصداع، وتقوية الجهاز العصبي، والمساهمة في زيادة نطاق الحركة والمرونة. وتعمل الحجامة أيضًا على تخفيف الألم العضلي الموضعي والتشنج العضلي، بما في ذلك آلام الرقبة وأعلى الظهر أو أسفله. ومن المعروف أن الحجامة تساعد في تخفيف آلام الرسغ، وتحسين وظيفة الجهاز المناعي، وهذه الفوائد المذكورة تعمل على تعزيز الشفاء العام وتساهم في تعزيز الصحة والعافية العامة للفرد.
ويمكن أن تترك الحجامة علامات مؤقتة على الجلد، ومن الآثار الجانبية الأساسية للحجامة كدمات وتهيج في الجلد، وينبغي أن يشفى الجلد ويعود إلى حالته الطبيعية خلال 7 إلى 10 أيام، مع استمرار تغيير لون الجلد وحدوث ندوب لبعض الوقت.
وتؤكد المؤسسة بأن الحجامة عملية آمنة، ولكنها ليست مناسبة للجميع، ولا يجوز استخدام الحجامة للنساء الحوامل وللمرضى الذين يعانون من العدوى الالتهابية مثل التهاب الكبد الحاد والسل وأمراض القلب وعدم انتظام ضربات القلب وزرع جهاز تنظيم ضربات القلب وأمراض تخثر الدم مثل مرض النزف الوراثي واستعمال أدوية مضادة لتخثر الدم وفقر الدم الشديد والفشل الكلوي.
أخيرًا، يُذكر بأن الحجامة آمنة بشكل عام، ولكن ينبغي استشارة الطبيب المختص قبل البدء في أي علاج بالحجامة لتقييم الحالة الصحية وتحديد ما إذا كانت هذه العلاجات مناسبة وآمنة للفرد.