تشارك مؤسسة الرعاية الصحية الأولية منظمة الصحة العالمية وشركاؤها في 31 مايو من كل عام الاحتفال باليوم العالمي للامتناع عن التدخين والذي يأتي هذا العام 2023 تحت شعار "لنزرع الغذاء وليس التبغ".
ويعتبر تدخين السجائر هو السبب الرئيسي للوفيات الذي يمكن الوقاية منه، وهو مسؤول عن أكثر من ثمانية ملايين حالة وفاة في جميع أنحاء العالم سنويا من التدخين المباشر وأكثر من مليون ومائتا ألف من التدخين السلبي وغير المباشر ومن الأسباب الرئيسية للوفيات المرتبطة بالتدخين هي أمراض القلب والأوعية الدموية وتصلب الشرايين، وسرطان الرئة، ومرض الانسداد الرئوي المزمن.
"خدمات عيادات الإقلاع"
وصرح الدكتور عبدالحميد الخنجي، رئيس قسم المعافاة لمجال المجتمع بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، إنه تم إدخال خدمة عيادات الإقلاع عن التدخين في المراكز الصحية الأولية عام 2011 بعيادة واحدة في مركز صحي واحد وتم بعد ذلك توسيعها إلى 16 عيادة في 13 مركز صحي عام 2023.
ويقدم مقدمون الخدمات الصحية الحكومية في مراكز الرعاية الصحية الأولية والمستشفيات أدوية الإقلاع عن التدخين مجانًا، وهذا يشمل البوبروبيون وأشكال مختلفة من العلاج ببدائل النيكوتين.
وتقدم المؤسسة من خلال قسم المعافاة خدمات الاقلاع عن التدخين من خلال محورين:
المحور الأول يتضمن تقديم الخدمات العلاجية في عيادات خاصة بالإقلاع عن التدخين في مختلف المراكز الصحية، حيث بلغ عدد الزيارات في ٢٠٢٢ أكثر من 3400 زيارة بينهم حوالي ١٥% استطاعوا الإقلاع عن التدخين، بينما في الربع الأول من 2023 كانت عدد الزيارة للعيادات أكثر من 1400 زيارة بينهم حوالي 15٪ استطاعوا الإقلاع عن التدخين.
أمّا المحور الثاني فيتعلق بتقديم خدمات وقائية وتوعوية من خلال إنشاء برامج ونشر الحملات التوعوية وعقد المحاضرات لمختلف فئات المجتمع.
ويمكن للمدخنين الراغبين بالإقلاع عن التدخين حجز موعد في عيادات الإقلاع عن التدخين التابعة لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية بغض النظر عن مكان الملف الصحي للشخص، وهي: الغرافة وعمر بن الخطاب والضعاين وأبو بكر الصديق وروضة الخيل والرويس ولعبيب والوكرة وجامعة قطر والوعب ومعيذر والوجبة ومسيمير.
وترتكز الخدمة على محورين: الأول عبر تغيير النمط السلوكي للمدخن بابتعاده عن عادة التدخين؛ والمحور الثاني هو العلاجي ومن خلاله يتم توفير الأدوية المناسبة للإقلاع عن التدخين والتي تغطي حاجة المدخن للنيكوتين و(تسمى ببدائل النيكوتين).
"أعباء اقتصادية كبيرة"
كما تضع التكاليف المباشرة وغير المباشرة للأمراض التي تعزى إلى التبغ أعباء اقتصادية كبيرة على أنظمة الرعاية الصحية والحكومات. حيث تشير التقديرات إلى أن التكلفة الإجمالية للتدخين تمثل 1.5 إلى 6٪ من الإنفاق الصحي الوطني و0.22 إلى 0.88٪ من الناتج المحلي الإجمالي للبلدان.
"التدخين والسرطانات"
وبحسب الدراسات والأبحاث، فثمة علاقة وثيقة بين التدخين والسرطانات بشكل عام ومنها سرطان الرئة وتليف الكبد وأمراض الشريان التاجي -الذبحة الصدرية- وسرطان الفم والبلعوم والحنجرة.
كما أنّ الامتناع التام عن التدخين يقلل من خطر الإصابة بسرطان الرئة في غضون خمس سنوات حيث أن تدخين السجائر مسؤول عن حوالي %90 من حالات سرطان الرئة؛ ويَحد من خطر الإصابة بسرطانات أخرى كسرطان الرأس والرقبة والمريء والبنكرياس والمثانة. وفيما يخص مرض القرحة الهضمية فالإقلاع عن التدخين يقلل من هذا الخطر ويزيد من معدل التئام القرحة في حال تطورها. في حين لوحظ زيادة نسبة الإصابة بمرض هشاشة العظام لدى المدخنين من الذكور، والإصابة بكسور الورك لدى النساء المُدخنات.
كما أن الإقلاع عن التدخين يُساعد على تحسين النمط الصحي والسلوكي للمدخنين ويُجدد القدرة على ممارسة الرياضة لفترات طويلة ويؤدي لتحسين النمط الغذائي والتخلص من اضطرابات النوم؛ كما أنّ المحيطين بالمدخن كعائلته وأصحابه يتم حمايتهم من آثار التدخين السلبي حيث أنّ تأثيره يقارب من تأثير المدخن نفسه.
وكشفت مسوح البالغين أن انتشار تعاطي التبغ في قطر تراوح بين 12.6٪ إلى 25.2٪.
"السجائر الالكترونية"
وتعتبر السجائر الإلكترونية من الأنواع الحديثة لاستخدام التبغ والتدخين. وبسبب قلة الدراسات والإثباتات العلمية لم يثبت أن السجائر الإلكترونية آمنة أو تساعد في الإقلاع عن التدخين.
من مخاطر السجائر الالكترونية احتوائها على مواد كيميائية يمكن أن تسبب السرطان، كما أن مقدار النيكوتين الموجود في السجائر الإلكترونية غير معروف. هذا عدا عن أن بعض المكونات الموجودة في رذاذ السجائر الإلكترونية يمكن أن تكون ضارة أيضًا بالرئتين على المدى الطويل وتؤدي إلى تلف الحمض النووي في خلايا الرئة والمثانة.
على سبيل المثال، قد تكون بعض نكهات السجائر الإلكترونية آمنة للأكل ولكن ليس للاستنشاق لأن القناة الهضمية يمكنها معالجة مواد أكثر من الرئتين.
كما أن بطاريات السجائر الإلكترونية المعيبة تتسبب في حدوث بعض الحرائق والانفجارات، والتي أسفر القليل منها عن إصابات خطيرة.