تم تحديد أولوية أفراد ذوي الاحتياجات الخاصة على الصعيد الوطني في دولة قطر ومنها قانون قطر رقم 2 لسنة 2004 بشأن ذوي الاحتياجات الخاصة الذي ينص على ضمان رعاية هذه الفئة وتوفير الحماية القانونية لهم، حتى يتمكنوا من ممارسة تحقيق حقوقهم بالتساوي مع أي شخص آخر. وأيضاً في الإطار الوطني، تم إصدار إعلان الدوحة 2019 الناتج عن مؤتمر الدوحة الدولي حول الإعاقة والتنمية، في 7 - 8 ديسمبر 2019، بتوجيهات ورعاية سمو الشيخة موزة بنت ناصر، الذي يعتبر نقطة مرجعية أساسية دوليا لتطوير السياسات حول حقوق الإنسان والتنمية المستدامة في سياق الإعاقة، حيث ينص الإعلان توصيات مصممة لتلائم احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة ليتم تعديلها بشكل نشط وفقاً لذلك. وفي هذا السياق، فقد ذكرت الدكتورة صدرية الكوهجي قائدة أولوية «أطفال ومراهقون أصحاء» في الاستراتيجية الوطنية للصحة بوزارة الصحة العامة، ومساعد المدير الطبي لصحة الأطفال والمراهقين بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، أن إشراك أفراد ذوي الاحتياجات الخاصة في الإنتاجية المشتركة بين أفراد المجتمع خطوة لابدّ منها في كافة المجالات.
و أشارت إلى أن لممارسة الأنشطة الرياضية من قبل أفراد ذوي الاحتياجات الخاصة فوائد عديدة، منها تحسين الصحة الجسدية والنفسية للأفراد وتكوين العلاقات الاجتماعية وإدماج هذه الفئة في المجتمع وأيضاً لها تأثير إيجابي على صحة الأفراد من خلال الوقاية من الأمراض الغير انتقالية.
وعلينا ان ندرك أهمية إشراك ذوي الاحتياجات الخاصة في ممارسات الأنشطة الرياضية في كل من القطاعات الصحية والتعليمية والرياضية، ليتم تصميم الخدمات ذات الصلة وتكوين المراجع الإرشادية استناداً إلى الأدلة العلمية. وأيضاً يتم تعزيز ممارسة الرياضة بين أفراد هذه الفئة من خلال تثقيف أخصائيين الصحة ومدرسين التربية البدنية وإداريين القطاعات الرياضية وأصحاب القرارات المعنيين حول أهمية ممارسة الرياضة لأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع. وأيضاً عن طريق تأمين الدعم اللازم للرياضيين من ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل سوي وشامل. وذلك سعياً إلى شمل هذه الفئة في السياسات والإرشادات الوطنية والدولية الخاصة بالنشاط البدني في كافة القطاعات المعنية.
من المهم أيضاً التركيز على تحديد الأولويات البحثية التي تشمل الرياضيين من ذوي الاحتياجات الخاصة، و ذلك لبناء توصيات مبنية على الادلة العلمية ليتم تطبيقها للاشخاص ذوي الاعاقة و تطوير الخدمات المتاحة لهم.
"تمكين ذوي الاحتياجات"
وفيم يخص تمكين ذوي الاحتياجات الخاصة في نطاق كأس العالم FIFA قطر، فقد تم تقديم خدمات إتاحة الوصول الميسر للجماهير من ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث تم تقديم العديد منها في هذا الحدث الرياضي بدءًا من تدريب متطوّعي المشاركين لتسهيل الوصول، وتقديم خدمات التعليق الوصفي للحفلين الافتتاحي والختامي للبطولة، وتوفير غرف المساعدة الحسيّة والمساحات الحسيّة في المناطق المخصصة للمشجعين، التي تم تصميمها لتلبية احتياجات أفراد ذوي الاحتياجات الخاصة خلال هذا الحدث.
وقد نوّهت الدكتورة صدرية الكوهجي إلى مدى أهمية تعزيز ممارسة الرياضة عند أفراد ذوي الاحتياجات الخاصة، ومدى أهمية دور أصحاب القرارت والمهنيين المعنيين في تسهيل الوصول إلى المنشآت الرياضية وتوفير الأجهزة ليتم استخدامها من قبل الفئة المعنية بشكل آمن وصحيح. وأيضاً أشارت الدكتورة الكوهجي إلى أنه يكمن ضمان نجاح مبادرات الأنشطة الرياضية لذوي الاحتياجات الخاصة في تدريب القطاعات الطبية وغيرها من المهنيين ذات الصلة، لضمان ممارسة الارشاد والتثقيف في أكمل وجه، وإنشاء بنية بدنية صحيّة بين أفراد ذوي الاحتياجات الخاصة بناءً على احتياجات وامكانيات كل فرد منهم.
"متطلبات ذوي الاحتياجات"
وذكرت أن بناء المنشآت الرياضية وتصميمها وفقا لمتطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة وعائلاتهم مبادرة جديرة الذكر، حيث أنه لابد من تلبية احتياجاتهم من خلال تخصيص خدمات رياضية مصممة وفقاً لاحتياجات أفراد ذوي الاحتياجات الخاصة وعائلاتهم النفسية والاجتماعية والجسدية والاقتصادية، كتوفير مرافق داخلية مغلقة أو خارجية، وتخصيص مدربين رياضيين وفقاً للحالة الطبية والقدرة الجسمانية لكل فرد، وتوفير برامج رياضية مخصصة إما للإناث فقط أو للرجال فقط بناءً على رغبة أولياء أمور الأطفال والمراهقين من ذوي الاحتياجات الخاصة.
تقدم مؤسسة الرعاية الصحية الأولية خدمات وقائية وتوعوية تسعى إلى تحسين مختلف الجوانب الصحية لأفراد المجتمع، من خدمات تعزيز الصحة وتمكين أفراد المجتمع لتبني نمط حياة صحي ومتوازن ونشر الوعي والتثقيف الصحي باستخدام مواد تثقيفية ورسائل توعوية مصممة لتلبية احتياجات أفراد المجتمع المختلفة، والقيام بالإحالات إلى الجهات التخصصية إن لزم.
واختتمت الدكتورة صدرية الكوهجي حديثها قائلة: تسعى في مؤسسة الرعاية الصحية الأولية إلى تعزيز جميع أشكال ممارسات الرياضة لكافة أفراد المجتمع بما في ذلك الأطفال والمراهقين وذوي الاحتياجات الخاصة. وذلك عن طريق توفير التوصيات اللازمة لاتباع نظام غذاءي ذو قيمة غذائية متوازنة وممارسة الأنشطة الرياضية فيمَ يتوافق مع عمر وجنس كل فرد. وانطلاقاً من ذلك، فقد قمنا في قسم صحة الطفل والمراهق بانشاء أداة قياس مستويات الأنشطة الرياضية بين الأطفال والمراهقين، للحصول على بيانات دقيقة فيمَ يخص النشاط الرياضي، بناءاً على المعايير الموصى بها لهذه الفئة. حيث تساعد نتائج قياس مستوى النشاط الرياضي في تصميم وتقنين الخدمات والأنشطة التوعوية وتوفير الخدمات الوقائية فيمَ يتناسب مع الاحتياجات اللازمة بهذه الفئة.