بمناسبة اليوم العالمي للسكري الذي يصادف الرابع عشر من شهر نوفمبر من كل عام، يطلق قسم الصحة المدرسية بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية فعاليات توعوية بكافة المدارس الحكومية.
ويعتبر مرض السكري من الأمراض المزمنة الأكثر انتشاراً بين الطلبة في المدارس الحكومية في دولة قطر في مختلف المراحل الدراسية من مرحلة رياض الأطفال الى المرحلة الثانوية.
وأوضحت الدكتورة ليلى الدهنيم مديرة الصحة المدرسية بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية أنه ومع التطورات التكنولوجية والاجتماعية الحديثة وتغير أنماط الحياة المرتبطة بها من حيث تدني معدل ممارسة الأنشطة الرياضية والممارسات ذات الطابع الحركي بسبب الاعتماد على استخدام وسائل النقل الحديثة ومع زيادة استهلاك الأطعمة غير الصحية وكثرة عدد الأشخاص الذين يعانون من السمنة، بدأنا نلاحظ ظهور حالات سكري النوع الثاني بين طلبة المدارس الى جانب حالات سكري النوع الأول خاصة بين طلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية.
ونظرا للطبيعة الفسيولوجية الخاصة بمرض سكري النوع الأول ومدى تأثيره على الطالب المصاب في حال عدم اتباع الارشادات الصحية والخطة العلاجية المقررة من الطبيب المعالج سواء على المدى القريب او المدى البعيد، والى جانب ارتباط سكري النوع الثاني بنمط الحياة الحديث الذي يعج بالعديد من أنماط الحياة غير الصحية، تبدو لنا أهمية الاهتمام بهذا المرض وكيفية التعامل معه في المدارس.
وبهذه المناسبة تحتفي إدارة الصحة المدرسية بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية في الرابع عشر من كل عام باليوم العالمي للسكري في كافة المدارس الحكومية في الدولة من خلال تنفيذ العديد من الأنشطة والفعاليات التوعوية والتثقيفية بالمدارس، والتي ستستمر لمدة ثلاثة أيام وذلك اعتبارا من يوم الأحد الموافق 14 نوفمبر ولغاية يوم الثلاثاء الموافق 16 نوفمبر وتتضمن العديد من الأنشطة والفعاليات الصحية الهادفة ومنها المحاضرات التوعوية التي تستهدف المجتمع المدرسي بشقيه الطلاب والعاملين وتوزيع العديد من النشرات والمطويات التثقيفية ذات الصلة بمرض السكري، وتقديم خدمة فحص نسبة السكر في الدم للطلبة والعاملين وقياس الوزن والطول ومؤشر كتلة الجسم إضافة الى تقديم تغطية إعلامية للفعاليات عبر وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية.
أوضحت الدكتورة الدهنيم بأن إدارة الصحة المدرسية قامت بتزويد كافة مدارس المدارس الحكومية بكميات كافية من الأجهزة والمستلزمات الطبية اللازمة لتقديم رعاية تمريضية شاملة للطلاب المصابون بالسكري في المدارس مثل أجهزة وشرائط قياس نسبة السكر في الدم إضافة الى إمكانية فحص نسبة الكيتون لدى الطلاب وبكميات تكفي الطلبة على مدار العام.
كما أفادت أنه وبالتعاون مع فريق السكري والغدد الصماء بمستشفى سدرة فقد تم تقديم ورشة تدريبة شاملة لكافة التمريض المدرسي حول كيفية العناية بالطلاب المصابين بمرض السكري في المدارس مما جعل التمريض المدرسي قادرين ومؤهلين على تقديم رعاية صحية ذات كفاءة عالية للطلاب.
واشارت د الدهنيم الى Hهم الإنجازات التي تمت بهذا المجال وهو إعداد برتوكول تقديم الرعاية الصحية للطلاب الذين يعانون من مرض السكري من خلال التمريض المدرسي، والذي يعتبر مرجعاً علمياً مهماً يُمكّن التمريض المدرسي من تقديم عناية تمريضية قائمة على أسس علمية معتمدة.
ويوضح البرتوكول آلية التعامل مع الحالات الطارئة بالتفصيل مثل كيفية التعامل مع حالات الارتفاع أو الانخفاض الحاد لنسبة السكرفي الدم وكيفية حساب كمية الكربوهيدرات في الوجبات الغذائية التي يمكن أن يتناولها الطالب في المدرسة، كما أنه يمنحه الصلاحية لإعطاء علاج الانسولين بطريقة آمنة متماشية مع الأسس العلمية الحديثة في اطار الخطة العلاجية الصادرة عن الطبيب المعالج.
ونظراً لوجود عدد كبير من الطلاب المصابون بالسكري والذين يعالجون باستخدام مضخات الانسولين والذي يصل الى ما يفوق المئة طالب وطالبة، تخطط إدارة الصحة المدرسية وبالتعاون مع فريق السكري والغدد الصماء بمستشفى سدرة والجمعية القطرية لمرضى السكري لعقد دورة تدريبية متخصصة لعدد كبير من التمريض المدرسي على كيفية التعامل مع مضخات الانسولين بهدف تطوير خدمات الصحة المدرسية تجاه الطلاب المصابين بالسكري خاصة مع التوسع الكبير في استخدام مضخات الانسولين كعلاج أساسي لمرضى بالسكري.
وتؤكد إدارة الصحة المدرسية على أن التعاون والشراكة بين أولياء الأمور والتمريض المدرسي هما الركيزة الأساسية لضمان تقديم أفضل الخدمات الصحية والتمريضية للطلاب الذين يعانون من مرض السكري، وهذا التعاون المنشود بين التمريض المدرسي وأولياء أمور الطلاب يتطلب توفير المتطلبات الأساسية اللازمة لرعاية أبنائهم، إذ تدعو إدارة الصحية المدرسية أولياء الأمور للتواصل والتعاون مع ممرض المدرسة ومشاركته الخطة العلاجية الحديثة وإحضار علاج الانسولين وحقنة الجلوكاجون للعيادة المدرسية لتقديم العلاج للطالب عند اللزوم، كما تهيب بهم بعدم التردد بالتواصل مع التمريض المدرسي على مدار اليوم الدراسي.