كشفت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية عن ارتفاع معدلات زيادة الوزن والسمنة إلى ما يقارب 54% من إجمالي المراجعين لعيادات التغذية العلاجية والمجتمعية في جميع المراكز الصحية التابعة لها.
وتظهر الإحصائيات أن إجمالي عدد المراجعين لعيادات التغذية العلاجية والمجتمعية في المراكز الصحية بلغت في العام الماضي 20 ألفا و976 مراجعا حيث بلغت نسبة زيادة الوزن بين مجموع المراجعين 30 بالمائة ونسبة السمنة 54 بالمائة. حيث أرجعت مؤسسة الرعاية الأولية أسباب ارتفاع معدلات السمنة في دولة قطر إلى قلة الحركة وتناول الوجبات السريعة وعدم الاستغناء عن مكيفات الهواء مما ينتج عنه خمول جسدي وقلة حرق السعرات الحرارية. كما أوضحت أن أهم الأسباب الغذائية الكامنة وراء زيادة عدد الذين يعانون من السمنة المفرطة في قطر هو استهلاك كمية كبيرة من الأغذية المصنعة والغنية بالسعرات الحرارية.
ويحتفل العالم غدا الخميس باليوم العالمي لمكافحة السمنة تحت شعار "على الجميع التحرك معا" حيث تتمثل الأهداف الرئيسية لهذا اليوم في التوعية بمضار السمنة وتحسين السياسات حول مسألة علاج السمنة والوقاية منها.
وتشارك مؤسسة الرعاية الصحية في هذه المناسبة السنوية سعيا منها لتعزيز الجهود المشتركة والإمكانيات اللازمة من أجل مكافحة ارتفاع نسبة زيادة الوزن والسمنة والسيطرة عليها والحد من انتشارها ومضاعفاتها على صحة أفراد المجتمع القطري وذلك من خلال إقامة ورش عمل تثقيفية وإصدار بطاقات الكترونية تحمل النصائح والارشادات إضافة الى تفاعل جميع منصات المؤسسة على مواقع التواصل بهذه المناسبة.
وتشير الإحصاءات والتقارير السنوية إلى أن هناك زيادة عالمية في انتشار السمنة، جعلتها قضية صحية ومشكلة من مشاكل الصحة العامة، ذات تكلفة باهظة على أنظمة الرعاية الصحية.
وتوفر مؤسسة الرعاية الأولية عيادات التغذية العلاجية والمجتمعية في 28 مركزا صحيا حيث توجد 10 عيادات في المركز الصحي الواحد بمعدل 5 عيادات في الفترة الصباحية و5 عيادات في الفترة المسائية يشرف عليها 38 من الأخصائيين والأخصائيات.
وذكرت المؤسسة أن عيادات التغذية تعتبر من أحدث مراكز استشارات التغذية العلاجية وتخفيف الوزن وتم تزويدها بأجهزة تحليل مكونات الجسم مع توفير خدمات الاستشارات الغذائية وتصميم برامج للحمية بطريقة علمية (تخفيف الوزن، زيادة الوزن، زيادة المناعة)، واستشارات التغذية العلاجية لأمراض (السكري، ضغط الدم، ارتفاع الكوليسترول، أمراض القلب والجهاز الهضمي والكلى وفقر الدم وهشاشة العظام والنقرس وسكري الحمل) إلى جانب استشارات تغذية المرأة الحامل والمرضع وحميات خاصة للأطفال والمراهقين، كما تقدم حميات خاصة للرياضيين مثل قياس (زيادة الكتلة العضلية، وتقليل نسبة الدهون) بشكل عام. كما توفر هذه العيادات أنظمة تخفيف الوزن والمساعدة على تغيير العادات الغذائية للوصول إلى نمط حياة صحي من خلال الإرشاد والمتابعة.
وأشارت مؤسسة الرعاية الأولية إلى أن الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بمرض السمنة هم الذين لا يستطيعون عمل توازن بين كمية السعرات الحرارية التي يتناولونها، وبين النشاط البدني الذي يقومون به، مما يؤدي إلى زيادة الوزن بشكل غير صحي.
وتعتبر السمنة بوابة للعديد من الأمراض المزمنة ومنها أمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض السكري والاضطرابات العضلية الهيكلية وبعض أنواع أمراض السرطان مثل سرطان الغشاء المبطن للرحم وسرطان الثدي وسرطان المبيض وسرطان البروستاتا وسرطان المرارة وسرطان الكلى وسرطان القولون وسرطان الرئة.