تحت شعار "10 سنوات من التحدي.. ويستمر التميز"، تحتفل مؤسسة الرعاية الصحية الأولية هذا العام بمرور 10 سنوات على إنشاء المؤسسة بفضل صدور القرار الأميري (15) لعام 2012 والقاضي بإنشاء مؤسسة الرعاية الصحية الأولية بهدف تقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية بشكل فعّال ووفقاً للسياسات المعتمدة في دولة قطر. وبناءً على ذلك، تتولى المؤسسة مسؤولية إدارة وتشغيل جميع المراكز الصحية والمرافق العلاجية التابعة لها وتشخيص وعلاج المرضى وتوفير الدعم لهم، مطبقة أعلى المعايير العالمية وأفضلها.
وتعتبر العشر سنوات الأخيرة شاهداً على سعي المؤسسة الدؤوب نحو المساهمة بالنهوض بالقطاع الصحي في قطر، فقد نجحت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية خلال العقد الأخير في تحقيق رؤيتها القائمة على أن تكون من الرواد في تحويل صحة وعافية سكان قطر. كما أنها بقيت دوماً وفيةً نحو مهمتها المتمثلة بتقديم خدمات رعاية أولية شاملة، متكاملة ومتمركزة حول الفرد وذلك عبر التركيز على الصحة وأنماط الحياة الصحية والوقاية من الأمراض بالشراكة مع أصحاب المصلحة من أجل تحسين صحة السكان ورفاههم.
واضعةً الاستراتيجية الوطنية للرعاية الأولية نُصب أعينها، تُشغِّل مؤسسة الرعاية الصحية الأولية اليوم بكفاءةً عالية 28 مراكزاً صحياً موزعاً في جميع أنحاء البلاد، منه ما تم افتتاحه خلال السنوات العشر الأخيرة، ومنه ما تم تحديثه ليواكب تطورات العصر واحتياجات مراجعين. حيث ساهم حرص المؤسسة على تشييد مراكز صحية جديدة وتحديث المراكز القديمة وفقاً لأعلى معايير الاستدامة في حصول مرافقها الصحية على شهادة GSAS التي تمنحها المنظمة الخليجية للبحث والتطوير.
وبفضل التزامها بتقديم خدمات متميزة وتبنيها لأفضل الممارسات الصحية المستندة إلى أسس علمية، حصلت المؤسسة خلال مسيرتها على الاعتماد الكندي المستوى البلاتيني لأول مرّة عام 2014، تبع ذلك حصولها لمرتين متتالين عامي 2017 و2021 على الاعتماد الكندي المستوى الماسي. كما نالت مختبرات مؤسسة الرعاية الصحية الأولية البالغ عددها 28 مختبراً اعتماد المعهد الأمريكي لعلم الأمراض (CAP) عام 2021.
ولكونها المقدم الرئيسي لخدمات الرعاية الصحية الأولية في قطر، نظمت المؤسسة في عامي 2017 و2020 المؤتمر الدولي للرعاية الصحية، الذي يعد من أهم المؤتمرات الدولية في مجال الرعاية الأولية.
ولم تقتصر إنجازات المؤسسة على ذلك فحسب، فقد ساهمت المؤسسة خلال العقد الماضي في زيادة عافية وصحة ورفاه سكان قطر بتقديمها أفضل الخدمات الصحية وتطويرها باستمرار من خلال العيادات التخصصية ، وتدشين طب الاسرة ، والرعاية المنزلية ، والاهتمام بالصحة النفسية وغيرها من الخدمات، بالإضافة الى الخدمات الوقائية المتمثلة بافتتاح المؤسسة لخمس مراكز صحة ومعافاة في البلاد، هذا بالإضافة إلى تقديمها خدمات الكشف المبكر والفحص الذكي.
وبفضل حرصها على إشراك مراجعيها في عملية صنع القرار وفي تحقيق مستوى رضاً عالٍ لديهم، قامت المؤسسة بتأسيس منتدى المراجعين وذلك بهدف الحصول على أراء المراجعين باستمرار وإشراكهم في عمل المراكز من خلال طرح برامج تطوعية تختص بمراجعة وتطوير الخدمات. كما أطلقت المؤسسة خدمة "حيّاك" المختصة بخدمة العملاء وخدمة "107" المختصة بالإجابة على جميع استفسارات المراجعين ومساعدتهم في إدارة مواعيدهم الطبية في جميع المراكز الصحية.
وبفضل سعيها الدائم نحو مواكبة آخر تطورات التكنولوجيا، نجحت المؤسسة في تحويل جميع المعاملات والسجلات الورقية الخاصة بمراجعيها إلى معاملات وسجلات رقمية وذلك بفضل تطبيق قرار العمل بنظام CERNER في جميع المراكز الصحية التابعة لها.
وشهدت خدمات المؤسسة تطوراً ملحوظاً، فقد استطاعت المؤسسة خلال النصف الأخير من هذا العقد من تقديم خدمات إلكترونية هي الأولى من نوعها في القطاع الصحي في قطر؛ فقد أطلقت المؤسسة تطبيق نرعاكم الذي بفضله أصبح بإمكان سكان قطر إدارة كافة الأمور المتعلقة بصحتهم وصحة أسرهم في أي وقت ومن أي مكان.
كما دشنت المؤسسة عام 2020 موقعاً إلكترونياً جديداً باللغتين العربية والإنجليزية يستطيع من خلاله الجميع الحصول على كافة المعلومات الخاصة بالمؤسسة وبجميع المراكز الصحية التابعة لها وبالخدمات التي تقدمها. هذا بالإضافة إلى احتوائه على منصة الخدمات الإلكترونية، وتوفيره لمواد تثقيفية وتوعوية علمية تساعد المراجعين على الحفاظ على صحتهم وعافيتهم.
ولعبت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية دوراً هاماً ورئيسياً في التصدي لجائحة كوفيد-19، حيث تولت المراكز الصحية التابعة للمؤسسة مسؤولية اكتشاف الحالات المشتبه بها والتعامل معها، هذا بالإضافة إلى إطلاقها لحملات تطعيم ضد كوفيد-19 واسعة النطاق، كما أنها قدمت الدعم اللازم لشركائها في التصدي لهذه الجائحة. وقد حرصت المؤسسة على الاستمرار بتقديم خدماتها عبر كافة مراكزها الصحية المتاحة، والحفاظ على سلامة وأمن مراجعيها وتقليل فرص العدوى من خلال تقديم بعض الخدمات عن بعد مثل الاستشارات الهاتفية ومكالمات الفيديو وخدمة توصيل الأدوية إلى المنازل وإنشاء مركز الاتصال المجتمعي وتدشين الخدمات الإلكترونية.
ولاتزال مؤسسة الرعاية الأولية مستمرةً في رسم خطط واستراتيجيات جديدة تساعدها على التفرّد في مجال الرعاية الصحية الأولية من خلال توسيع التغطية الجغرافية لمراكزها من خلال افتتاح مراكز جديدة وتقديم خدمات متطورة ودعم البحث العلمي واستقطاب الكفاءات ودعم شركاء المؤسسة في القطاع الصحي وجميع القطاعات الأخرى من أجل رفع اسم قطر عالياً.