يحتفي العالم في 29 سبتمبر من كل عام باليوم العالمي للقلب، للتركيز على أهمية الوقاية من أمراض القلب، وخفض انتشارها حول العالم، والتمتع بصحة قلبية جيدة .حيث تُعد أمراض القلب السبب الرئيسي والأول للوفيات في العالم. ولكن مع رفع الوعي وتعزيزه، والتركيز على أهمية الوقاية من هذه الأمراض، سيكون بالإمكان السيطرة عليها، وعلى عوامل الخطر المسببة لها.
وتحتفل مؤسسة الرعاية الصحية الأولية كل عام مع باقي مؤسسات الدولة والمجتمع الدولي بهذه المناسبة الهامة من خلال تنظيم فعاليات متعددة منها، عقد محاضرات توعوية تحت عنوان "صحتك من صحة قلبك" في عيادة الموظفين، بهدف زيادة الوعي بأهمية الوقاية من أمراض القلب واتباع نمط حياة صحي.
وقدم المحاضرتين هذا العام الدكتورة رسل وسيم محمد باللغة الانجليزية والدكتور مروان محمد حامد باللغة العربية لموظفي مؤسسة الرعاية الصحية الأولية. وتناولت المحاضرات التوعوية أهمية الحفاظ على صحة القلب وتعزيزها من خلال الانتباه إلى نوعية الأطعمة التي نتناولها والتركيز على أهمية النوم بشكلٍ كافٍ ومراقبة الجهد المبذول وأنماط الحياة الصحية التي نتبعها.
"أمراض القلب والغذاء"
تلعب نوعية النظام الغذائي دوراً مهماً في الإصابة بأمراض القلب التاجية، فاتباع نظام غذائي غني بالدهون المشبعة معروف بكونه إحدى أهم عوامل الخطر التي تسبب الإصابة بأمراض السُمنة وارتفاع ضغط الدم والسكري غير المنضبط. لهذا يعد النظام الغذائي النباتي المنخفض بالدهون والغني بالألياف أحد الأنظمة الغذائية التي تقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض القلب.
ويدرك معظم الأطباء أن تناول الوجبات السريعة يرتبط بأمراض القلب المُبكّرة. حيث يوجد توافق في الآراء مفاده أنَّ هذه العلاقة موجودة نتيجة لارتفاع نسبة الدهون المشبعة الموجودة في هذه الأطعمة مما يفسر زيادتها لخطر الإصابة بالسُمنة والسكري وفرط شحميات الدم وارتفاع محتوى الملح الذي يرفع ضغط الدم.
"أسباب النوبات القلبية"
وتقول الدكتورة رسل وسيم محمد، أخصائية طب الأسرة، أنه ومن خلال التعريف المُبسَّط للنوبات القلبية وأسبابها وأعراضها يمكن القول بأن النوبة القلبية تحدث عند انسداد واحد أو أكثر من الشرايين التي تمد القلب بالدم والأكسجين. وبمرور الوقت، يؤدي تراكم الترسّبات الدهنية بسبب ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم إلى تكوين اللويحات في شرايين القلب، وفي حال تمزق اللويحة في أي وقت تتشكل لدينا الجلطات التي من شأنها سدً الشرايين، مسببةً بذلك نوبةً قلبية.
ويعد تجلط الدم السبب الرئيسي لحدوث معظم حالات النوبات القلبية التي يزيد خطر الإصابة بها نتيجة لعوامل خطر محددة منها ما يمكن تغييره أو الامتناع عنه مثل: التدخين وارتفاع ضغط الدم وزيادة الوزن (السُمنة) وقلة النشاط واتباع الأنظمة الغذائية غير الصحية وداء السكري، ومنها ما لا يمكن تغييره مثل: التاريخ العائلي للإصابة بأمراض القلب (أمراض القلب لدى الأب والأخ تحت سن 55 عاماً والأم والأخت تحت سن 65 عاماً) بالإضافة إلى العمر والعرق.
ومن الجدير بالذكر أن تجنب عوامل الخطر التي يمكن تغييرها والامتناع عنها يؤدي إلى تقليص احتمالية حدوث النوبات القلبية.
وتتضمن أعراض النوبة القلبية الأكثر شيوعاً الشعور بألم شديد في الصدر، والذي غالباً ما يشبه الشعور بضغط شديد على الصدر، وقد ينتقل الألم أيضاً إلى الفك وأسفل الذراع الأيسر أو أسفل الذراعين.
"تعريف السكتة الدماغية"
ويعرّف الدكتور مروان محمد حامد، أخصائي الطب المهني، السكتة الدماغية بأنها مرض يصيب الشرايين المؤدية إلى الدماغ وداخله، مفسراً حدوثها بانقطاع أو انخفاض إمدادات الدم إلى الدماغ بسبب انسداد الأوعية الدموية التي تنقل الأكسجين والعناصر المغذية إليه. ويحدث ذلك إماً نتيجة لتشكل الجلطات أو حدوث انفجارات أو تمزقات، فتبدأ خلايا الدماغ بالموت خلال دقائق نتيجة لإحدى هذين السببين.
أما الأسباب الرئيسية لحدوث السكتة الدماغية فيمكن تلخيصها بإما انسداد الشرايين (سكتة دماغية إقفارية)، أو تسرُّب أحد الأوعية الدموية أو انفجارها (سكتة دماغية نزفية). كما قد يُصاب بعض الأشخاص بانخفاض مُؤقَّت في تدفُّق الدم إلى الدماغ، وهو ما يُعرَف بالنوبة الإقفارية العابرة أو TIA، والتي لا تُسبِّب بدورها أعراضاً دائمة.
ويحدث انسداد الأوعية الدموية أو تضيُّقها نتيجةً لتراكُم الرواسب الدُّهنية أو حدوث جلطات دموية فيها أو تراكم غير ذلك من الرواسب التي تسري في مجرى الدم وتستقر في أحد الأوعية الدموية بالمخ.
ومن ناحية أخرى، يُمكن أن يعود حدوث نزف داخل الدماغ إلى عدة عوامل تُؤثِّر على الأوعية الدموية مثل: ارتفاع ضغط الدم غير المنضبط، والعلاج الزائد بمميعات الدم (مضادات التخثُّر)، وحدوث انتفاخات في نقاط ضعيفة في جدران الأوعية الدموية (تمدُّد الأوعية الدموية)، والإصابات الجسدية (مثل التعرض لحادث سيارة)، وبعض الأسباب الأخرى.
"القلب والأمراض الوراثية"
يمكن أن تؤثر الجينات على خطر الإصابة بأمراض القلب بعدة طرق؛ حيث تتحكم الجينات في كل جانب من جوانب نظام القلب والأوعية الدموية بدءً من قوة الأوعية الدموية وصولاً إلى طريقة تواصل الخلايا في القلب. كما يمكن أن يؤثر الاختلاف الجيني (حدوث طفرة جينية) في جين واحد على احتمالية الإصابة بأمراض القلب.
ويمكن أن ترتبط العديد من اضطرابات القلب بالعوامل الوراثية والجينات مثل: الاختلال في نظام التوصيل الكهربائي للقلب وأمراض القلب الخلقية وأمراض عضلة القلب التي تسمى "اعتلال عضلة القلب" وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم. كما يمكن أن ينتشر مرض الشريان التاجي الذي يؤدي إلى النوبات القلبية والسكتة الدماغية وفشل القلب (ضعف نظام ضخ الدم في القلب) في العائلات، الأمر الذي يشير إلى وجود عوامل خطر جينية موروثة.