للرضاعة الطبيعية فوائد جمة للأم والطفل على حد سواء، ويُعَد حليب الأم مصدراً غذائياً متكاملاً لاحتياجات الرضيع ويساعده على النمو الطبيعي. كما يُعتبر أيضاً مصدراً للحماية من الأمراض والالتهابات، بينما تساعد الرضاعة الطبيعية نفسها على بناء علاقة قوية بين الأم والطفل وتشعره بالدفء والحنان. ونظراً لمدى أهمية الرضاعة الطبيعية، تحتفي منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونسيف) بالأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية في أول أسبوع من شهر أغسطس سنوياً وذلك لتشجيع الأمهات على الرضاعة الطبيعية في كل أنحاء العالم.
فوائد الرضاعة الطبيعية للطفل
تؤكد الدكتورة مي السماك أخصائية طب الأسرة في مركز مدينة خليفة الصحي التابع لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية أن فوائد الرضاعة الطبيعية للطفل كثيرة وتكاد لا تحصى. إذ يُعَد حليب الأم الغذاء المثالي للطفل الرضيع خاصة في أول سنتين من عمره، ذلك لأنه يحتوي على جميع العناصر الغذائية اللازمة للنمو. كما تساعد الرضاعة الطبيعية أيضاً على تطوير وتحسين أداء الجهاز الهضمي للرضيع وحمايته من الإمساك والإسهال والاضطرابات الأخرى التي قد تحدث في أول أشهر من عمر الرضيع.
ويحتوي حليب الأم على أجسام مناعية مضادة تحمي الطفل من العديد من الأمراض التي قد تصيب الرضيع كنزلات البرد وغيرها، كما يساهم في الوقاية من الأمراض المزمنة خلال الطفولة وعلى المدى البعيد أيضاً. حيث اتضح أن الرضاعة الطبيعية تقي من الإصابة بمرض السكري النوع الأول، كما أنه يحمي الرضيع من الإصابة بالربو وأنواع أخرى من الحساسية كحساسية الجلد، ويقلل من خطر السمنة لاحقاً ويساعد على نمو وتطور أعضاء الطفل بشكل سليم مثل تطور الفك والجهاز السمعي والبصري للطفل. ومن المعروف أن الرضاعة الطبيعية تساعد على تطور الدماغ بشكل سليم حيث ترفع من مستوى الذكاء عند الطفل، كما أنها تساعده على تهدئة الرضيع وبالتالي تؤدي إلى نوم أفضل.
فوائد الرضاعة الطبيعية للأم
تضيف الدكتورة مي السماك: "سواء كانت الولادة طبيعية أم قيصرية، فإن الرضاعة الطبيعية عادةً ما تساعد الأمهات على التعافي من تبعات الولادة بشكل أسرع فهي تساعد الأم على التخلص من السمنة وتقلل من خطر الإصابة بسرطانَي الثدي والمبيض."
وتساعد الرضاعة الليلية أيضاً على الاسترخاء وتقلل من احتمالات الإصابة بهشاشة العظام وروماتيزم المفاصل، وخطر أمراض القلب والأوعية الدموية، والسكري وارتفاع ضغط الدم، وتؤخر الدورة الشهرية من ثلاثة إلى ستة أشهر، الأمر الذي يُعتبر وسيلة طبيعية لتنظيم النسل.
اهتمام كبير بالرضاعة الطبيعة
تولي مؤسسة الرعاية الصحية الأولية في قطر الرضاعة الطبيعية اهتماماً كبيراً وذلك لمزاياها العديدة التي تعود بالفائدة على الرضيع ووالدته. لذلك تنصح المؤسسة بالرضاعة الطبيعية من غير أي إضافات لأول ستة أشهر من عمر المولود ثم الاستمرار بالرضاعة الطبيعية بعد ستة أشهر مع إمكانية إضافة أنواع أخرى من الطعام.
نظراً للأهمية التي توليها مؤسسة الرعاية الصحية الأولية للرضاعة الطبيعية، تتخذ المؤسسة عدة خطوات إيجابية في هذا الجانب يمكن تلخيصها في توفير أماكن خاصة للرضاعة الطبيعية في جميع المراكز الصحية الأولية وذلك ليتسنى للأم الإرضاع عند الحاجة خلال تواجدها بالمركز الصحي.
هذا بالإضافة إلى توفيرها لعملية التثقيف الصحي الخاصة الرضاعة الطبيعية للحوامل والأمهات الجدد خاصة في حال تواجد أي صعوبات بالرضاعة الطبيعية، وذلك من خلال توفير مواعيد المراجعة في المراكز لصحية الأولية، حيث تقدم لهم المؤسسة الدعم والمساعدة وتوزع المطويات والكتيبات التي تشجع الرضاعة الطبيعية وتوفر إجابات على التساؤلات المختلفة لدى الأمهات.
وتحرص المؤسسة على الاحتفاء بأسبوع الرضاعة الطبيعية وتنظيم محاضرات بهذا الخصوص في مؤسسة الرعاية الصحية الأولية والمشاركة في الحملات الوطنية التي تطلقها وزارة الصحة العامة وشركاؤها من المؤسسات الأخرى.
تدريب الكوادر الطبية
كما تحرص مؤسسة الرعاية الصحية الأولية على القيام بالدورات التدريبية اللازمة للكادر الطبي الذي يقدم الرعاية للحوامل والأمهات، وتُظهر تشجيعها على الرضاعة الطبيعية بشكل إيجابي من خلال منع الترويج لمختلف أنواع حليب الأطفال الصناعي في مراكزها الصحية.
ونظراً للمزايا العديدة للرضاعة الطبيعية، تنصح مؤسسة الرعاية الصحية الأولية بدعم الأمهات وتشجيعهم على مواصلة الرضاعة الطبيعية وطلب المساعدة والدعم من الأطباء أو المثقِفة الصحية عند الحاجة وذلك لأهميتها الجمة للأم والطفل ودمتم بصحة ممتازة.